ثمرة ذلك على قول من قال: أراد شقاء الدنيا بمعنى بعدها، وأنه يحزن على عدم قبولهم
: أنه لا يلزم الإنسان الغم لعدم إيمان غيره، ويكون هذا نظير قوله تعالى في سورة الكهف :{فلعلك باخع نفسك على آثارهم}
وإن أريد لتشقى- أي لتتعب بطول قيام الليل -: ففي ذلك نسخ لوجوب التهجد.
وإن أريد لتتعب من القيام على إحدى رجليك: ففي ذلك نهي عن القيام على أحدهما.
وقيل: أراد بالشقاء في الآخرة فيكون معناه : لتشقى به في الآخرة، بل لتسعد إذا بلغته، وعليك بما فيه.
وذكر أبو مسلم وجهين:
الأول: لا يؤاخذ بفعل ولا يلام، فإذا بلغت فما عليك تبعة من فعلهم ونحو ذلك: {ما أرسلناك عليهم وكيلا}.
والثاني: ما عليك أن تحزن عليهم.
قال الحاكم: ويدل على وجوه التفكر لقوله:{إلا تذكرة لمن يخشى} وخص من يخشى لأنهم المنتفعون بذلك، وإلا فهو تذكرة للجميع
قوله تعالى :
{وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى}
المعنى وإن تجهر أو لا تجهر فاكتفى بقوله {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى}
لدلالة الكلام عليه بسم الله الرحمن الرحيم .
قال جار الله: وهو يحتمل أن يكون نهيا عن الجهر، ويكون كقوله تعالى:{واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر} والمعنى: إن الله تعالى غني عن جهرك؛ لأنه يعلم السر، وإما أن يكون تعليما للعباد أن الجهر ليس لإسماع الله تعالى، وإنما هو لغرض آخر.
وعن ابن عباس, والحسن: السر :ما حدث به غيره في خفية، والذي هو أخفى :ما أضمره في نفسه، ولم يحدث به غيره.
وقيل: السر: ما يحدث به نفسه، وأخفى :ما يريد أن يحدث به نفسه في المستقبل.
وقيل: السر :العمل الذي سره وأخفى :الوسوسة: عن مجاهد.
وقيل: السر إسرار الخلق، وأخفى سره الذي لا يعلمه أحد.
قوله تعالى:
Halaman 204