وفي الحديث :عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: ((اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين)).
وفي الحديث: عنه -عليه السلام-: ((يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة))
شعرا:
لا تعد عيناك مسكينا تلاحظه
فإنما هو أقسام وأرزاق
وكن محبا له ترجو شفاعته
فللمساكين يوم الحشر أسواق
ومنها: الزجر عن الرغبة في رؤية الدنيا.
ومنها: فضيلة الدائمين على دعاء الله تعالى.
ومنها: الزجر عن طاعة أعداء الله، والميل إلى كلامهم، والقبول لخبرهم، وقد جعل القبول لأخبارهم وآرائهم ركونا إليهم، وقد قال تعالى في سورة هود: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}.
ومنها :أنه لا يترك الشرع من الاستصلاح؛ لأنه تعالى قال: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وقد شرط من جوز العمل بالمصالح المرسلة :أن لا تكون مصادمة للشرع، ومثل ذلك :بما لو خطب للعيد قبل الصلاة ليتعظ الناس بالخطبة حيث عرف أنهم ينتظرون الصلاة، ولو صلى أولا نفروا وفات الاتعاظ.
إن قيل ما: حكم صلح الأئمة السلاطين الظلمة والتخلية لهم على ما هم عليه من المعاصي بشيء من المال، وهذا مصادم؟
قلنا: إنما يجوز ذلك حيث عرف أن الهدنة له مصلحة لأمر آخر، وذلك بأن يكون حربهم سببا لمنكر أغلظ مما هم عليه لا إن لم تكن الهدنة لهم إلا لأخذ المال فيحمل فعل الأئمة على أن صلحهم لخشية منكر أعظم، وأخذ المال؛ جائز لأنه من أموال الله تعالى، وقد صالح صلى الله عليه وآله وسلم أهل نجران بشيء من المال خشية أن ينتقلوا إلى دار الحرب.
Halaman 181