والمعنى: قل لعبادي المؤمنين يقولوا للمشركين التي هي أحسن، وإنما وقع في نفوسهم من القتال من وسوسة الشيطان .
وقيل: إن رجلا شتم عمر بن الخطاب فأمره الله بالعفو.
وثمرة ذلك:
أن الله سبحانه أمر بالمداراة، وأن يقول العباد ما لا يهيج ولا يغري بالعداوة، بل يقول المؤمنون للكفار التي هي أحسن، وهي نظير قوله تعالى في سورة النحل {فجادلهم بالتي هي أحسن} , لكن قيل :هذا قبل آية السيف . وقيل : ليست بمنسوخة . وقيل : هذا أمر بالعفو لأنها نزلت في قصة عمر وأنه شتمه رجل فأمر بالعفو عنه ,أو في أذية الكفار للمسلمين فأمروا بالعفو
و{التي هي أحسن } ما ذكر الله تعالى أن يقولوا: {ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم} فأمرهم أن يقولوا بهذه المقالة، ولا يقولوا إنكم من أهل النار، ولا إنكم معذبون، وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر.
وقيل: يقولون: يهديكم الله.
وعن الحسن :يأمرون بما أمر الله، وينهون عما نهى الله.
وقيل: الأحسن :ما أمر الله به من توحيده، وإجابة رسله.
وقيل: هي :كلمة الإخلاص، وإظهار الشهادتين.
وقيل: يقول بعضهم لبعض ما هو الأحسن في الرضاء والغضب، وقيل: المعنى أن عبادي إذا سمعوا قولك في التوحيد والعدل والشرائع، والبعث والجزاء، وقول المشركين أن يتبعوا ما هو الأحسن، ونظيره:{فبشر عبادي، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} :عن أبي مسلم، ورجحه الحاكم.
وعن بعضهم: لم يرض الله تعالى أن يأمر بالحسن حتى أمر بالأحسن.
قوله تعالى:
{والشجرة الملعونة}
القراءة الظاهرة :والشجرة بالنصب عطف على الرؤيا، والمعنى وما جعلنا الرؤيا وما جعلنا الشجرة إلا فتنة للناس.
Halaman 162