أن الله تعالى لما جعل اللعنة لمن هذه حاله : دل ذلك على أنها تقايض لما تقدم، واختلف ما أريد بالفساد في الأرض هنا .
فعن ابن عباس: الدعاء إلى غير الله.
وعن الحسن: بقتال الرسول والمؤمنين.
وعن أبي علي: بقتلهم الناس، وظلمهم بغير حق.
قال الحاكم: وفي ذلك دلالة على أن من كان بهذه الصفة استحق اللعن خلاف المرجئة.
قوله تعالى:
{وفرحوا بالحياة الدنيا}
هذا أسبق في معنى الذم.
قال الحاكم: أراد بذلك الفرح على وجه الافتخار.أما لو كان فرح سرور بنعم الله تعالى فجائز.
سورة إبراهيم -عليه السلام-
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:
{ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله}
لهذه الآية ثمرة: وهي أنه لا يجوز لأحد أن يعد أباه إلى آدم ويقول: أنا فلان بن فلان، ويدرج ذلك إلى آدم، ولا نسب غيره على هذه الصفة؛ لأن الله تعالى نفى العلم عن غيره، فقال:{لا يعلمهم إلا الله}.
وعن ابن عباس: بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون، وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه السورة قال: كذب النسابون، يعني أنهم يدعون علم الأنساب، وقد نفى الله علمها عن العباد، وقد روي قول ابن مسعود مرفوعا.
واختلف المفسرون إلى ما يرجع الضمير في قوله:{لا يعلمهم إلا الله}؟
فقل: إلى الجميع من قوم نوح, وعاد ,وثمود, والذين من بعدهم.
وقيل: إلى الذين من بعدهم.
وقيل: إلى المهلكين من الذين كذبوا.
وروي أنه كان لا تجاوز في انتسابه معد بن عدنان.
قوله تعالى:
{وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم}
ثمرة تجتنى من هذه الآية:
Halaman 101