Tiga Lelaki dan Seorang Wanita
ثلاثة رجال وامرأة
Genre-genre
وآنست منه رغبة في الحديث، فلم تصده، فقالا في الجو، ثم فيما يمران به خطفا من الحقول، وعلمت من كلامه ولهجته أنه يؤثر الريف على المدن، وخيل إليها أن بينهما اتفاقا في الذوق والميول.
وقالت لنفسها لما دنا القطار من بنها: هنا سينزل، ولن أراه بعدها أبدا. وكان هو يسأل نفسه: أترى يليق أو يحسن أن أسألها عن عنوانها قبل أن تنزل في بنها، وينتسخ الحلم إلى الأبد؟
ولكن بنها جاءت ومضت ، وهما جالسان يتحدثان، وقد تنفس كل منهما الصعداء، أو تشهد، في سره.
وأشرفا على طنطا، فأيقن كلاهما أن صاحبه مفارقه فيها، ونفد صبرها قبل صبره، فأخبرته - لتستدرجه - أنها ذاهبة إلى الإسكندرية وأنها ستقضي فيها بضعة أيام، وأن أحد معارفها دلها على نزل حسن في الرمل على ساحل البحر - في جليم - فأشرق وجهه والتمعت عيناه وقال إنه هو أيضا ذاهب إلى الإسكندرية، ولكنه سيكون فيها ضيفا على صديق له.
ونزلا في محطة سيدي جابر، وقال لها وهما يخرجان: هذه السيارة العتيقة لصديقي، فهل تأذنين لي في إبلاغك حيث تريدين؟
قالت: هذا لطف منك، فشكرا.
وكانت تود لو استطاعت أن تظهر التردد، أو أن تقول له إنها لا تحب أن تكلفه عناء أو تؤخره، ولكنها أحست أنه لا محل لهذا التكلف معه.
ولما بلغا النزل الذي اختاره نسيم لها وقف معها على بابه هنيهة ويدها في يده وسألها: هل لي أن أطمع في لقائك مرة أخرى؟
قالت: لم لا؟ إذا شئت، إني هنا وحدي ولست أعرف أحدا.
قال: أشكرك، فما رأيك في أن نقضي النهار غدا في أبي قير؟
Halaman tidak diketahui