Tazkiyat an-Nafs
تزكية النفوس
Penerbit
دار العقيدة للتراث
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
٣ - أنواع القلوب وأقسامها
قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ (الإسراء من الآية: ٣٦).
ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف فى الجنود، الذى تصدر كلها عن أمره، ويستعملها فيما شاء فكلها تحت عبوديته وقهره، وتكتسب منه الاستقامة والزيغ، وتتبعه فيما يعقده من العزم، أو يحله قال النبى ﷺ: " ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب " (١).
فهو ملكُها، وهى المنفذة لما يأمرها به، القابلة لما يأتيها من هديه، ولا يستقيم لها شىء من أعمالها حتى تصدر عن قصده نيته، وهو المسئول عنها كلها، لأن كل راعٍ مسئول عن رعيته: كان الاهتمام بتصحيحه، وتسديده، أولى ما اعتمد عليه السالكون، والنظر فى أمراضه وعلاجها أهم
_________
(١) جزء من حديث رواه البخارى (١/ ١٢٦) الإيمان، ومسلم (١١/ ٢٧، ٢٨) المساقاة والمزارعة وأول الحديث: " إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن ".
قال الحافظ ابن رجب ﵀: فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه واجتنابه للمحرمات واتقائه للشبهات بحسب صلاح قلبه فإن كان قلبه سليمًا ليس فيه إلا محبة الله وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات الجوارح كلها ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها واتقاء الشبهات حذرًا من الوقوع فى المحرمات، وإن كان القلب فاسدًا قد استولى عليه اتباع الهوى وطلب ما يحبه ولو كرهه الله فسدت حركات الجوارح كلها وانبعث إلى كل المعاصى والشبهات بحسب اتباع هوى القلب (١/ ٢٨٤، ٢٨٥) جامع العلوم والحكم بتحقيق الأحمدى أبو النور.
1 / 18