Tazkiyat an-Nafs
تزكية النفوس
Penerbit
دار العقيدة للتراث
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
بالأقدام إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوك الطريق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم مثلُ حفظهِ ومدارسته.
وقوله ﷺ: " سهل الله له به طريقًا إلى الجنة " قد يراد بذلك أن الله يسهل له العلم الذى طلبه وسلك طريقه، وييسره عليه، فإن العلم طريقٌ يوصل إلى الجنة، كما قال بعض السلف: " هل من طالب علمٍ فيعان عليه"، وقد يراد به طريق الجنة يوم القيامة وهو الصراط وما قبله وما بعده.
والعلم أيضًا يدل على الله تعالى من أقرب طريق، فمن سلك طريقه وصل إلى الله تعالى وإلى الجنة من أقرب طريق، والعلم أيضا يهتدى به فى ظلمات الجهل والشبه والشكوك، ولهذا سمى الله كتابه نورًا، وعن عبد الله بن عمرو عن النبى ﷺ أنه قال: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا جُهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " (١).
وسُئل عبادة بنُ الصامت عن هذا الحديث فقال: " لو شئت لأخبرتك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع ".
وإنما قال عبادة ﵁ هذا لأن العلم قسمان: أحدهما ما كان ثمرته فى قلب الإنسان، هو العلم بالله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله المقتضى لخشيته، ومهابته، وإجلاله، ومحبته، ورجائه، والتوكل عليه، فهذا هو العلم النافع كما قال ابن مسعود: " إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا
_________
(١) رواه البخارى (١/ ٢٣٤) العلم، ومسلم (١٦/ ٢٢٣، ٢٢٤) العلم.
وقال الحافظ: " لايقبض العلم انتزاعًا: أى محوًا من الصدور، وكان تحديث النبى ﷺ بذلك فى حجة الوداع.
وقال ابن المنيّر: محو العلم من الصدور جائز فى القدرة: إلا أن هذا الحديث دل على عدم وقوعه.
1 / 15