411

Penyederhanaan Tafsir

تيسير التفسير

Genre-genre

[6.51]

{ وأنذر } خوف { به } بالقرآن لعلمه من المقام ومن قوله ما يوحى إلى، أو بما يوحى إليك أو بإليه { الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } هم المؤمنون الموفون يزدادون بالإنذار به خيرا والذين آمنوا وقصرور فى العمل أو التقوى، والمشركون المقرون بالحشر والمترددون فيه، والإنذار حقيقة فى التخويف الأول أو فى المكرر ولا يختص بالأول، والمتردد لا يخلو من خوف به، وأعرض عن المشركين والمتكلين على شفاعة الأصنام الجازمين بانتفاء الحشر بعد إنذارك إياهم فتول عنهم فما أنت بملوم، فما تغنى الآيات والنذر، وإذا أمر بإنذار هؤلاء الأقسام فأولى أنه مأمور بإنذار خالى الأذهان، فالإنسان إما فى خير فلا بد من مصاحبته، أو مستعد للخير فلا بد من إعانته، أو خالى الذهن فلا بد من إرشاده، أو معاند فلا بد من مفارقته والإعراض عنه، وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن المراد بالذين المؤمنين، وقال بعض: المؤمنون المفرطون، ويبحث بأنه ليس للمفرطين ولى ولا شفيع سواه تعالى يخافون الحشر بدون نصرته، وإنما الذين يخافون الحشر بدون نصرته عز وجل { ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع } الجملة حال من واو يحشرون، ولا يختص هذا بتفسير الذين يخافون بالمشركين الذين لم يجزموا بإنكار البعث، فكما أن المشركين لا يجدون شفيعا ولا وليا لأنه لا ولى ولا شفيع إلا الله على الحقيقة وهو لا يليهم يوم الحشر بخير ولا يشفع لهم، كذلك المؤمنون لا ولى ولا شفيع لهم إلا الله يليهم بخير ويشفع لهم، وأما شفاعة الأنبياء والملائكة والشهداء والعلماء ونحوهم فبإذن الله فهو الشفيع. ولا يعطل الحالية كون المشركين لا يجزمون بأن لا ولى ولا شفيع إلا الله، إذ لا يلزم معرفة صاحب الحال بها، تقول: جاء زيد أحمر الوجه، وهو لا يدرى بحمرته، وهذا العموم أولى من أن يقال: المراد يخافون أن يحشروا غير منصورين ولا مشفوعا لهم { لعلهم يتقون } راجين الاتقاء، أو كى يتقوا، وهو متعلق بأنذر على الوجهين. والتقوى ترك المخالفة فى النهى والأمر، والمراد بالاتقاء تحصيل التقوى بزيادتها أو بإيجادها فتشمل الموفى والمفرط والمشرك.

[6.52]

{ ولا تطرد الذين يدعون ربهم } يعبدونه ويطلبونه كحديث الدعاء مخ العبادة، وقيل: الدعاء الصلاة، وقيل: الذكر، وقيل: قراءة القرآن { بالغداة } فى الغداة { والعشى } عبر بهما عن جميع الأوقات بحسب طاقتهم، وخص اللفظ بالوقتين لشرفهما، ولأنهما طرفان لكن فى النهار، فما قيل عن ابن عباس من صلاة الفجر وصلاة العصر تمثيل، فقد قيل عنه: الصلوات الخمس، وأصل الغداة الغدوة بفتح الدال، والواو قلبت ألفا لتحركها بعد فتح { يريدون وجهه } حال من واو يدعون، وجملة يدعون علة للنهى عن الطرد لأن الموصول كالمشتق فهو مؤذن بعليته، وجملة يريدون تأكيد لهذه العلية، لأن الإخلاص المعنى بقوله يريدون وجهه من أقوى موجبات الإكرام المضاد للطرد، ووجه الله، ومعنى إرادته إخلاص العمل له تعالى، أو وجهه جهته، أى الجهة التى يريد أن تسلك وهى السبيل الذى أمرهم به، أو كناية عن المحبة والرضى، فإن من أحبك أحب أن يرى ذاتك، أو ذكر الوجه تعظيم، روى أنه جاء الأقرع بن حابس وعيينة وعباس ابن مرداس، قيل: ومعهم بعض قريش فوجدوا النبى صلى الله عليه وسلم جالسا مع ناس من ضعفاء المسلمين كعمار ابن ياسر وصهيب وبلال وخباب وسلمان، فلما رأوهم حوله حقروهم، وقالوا: يا رسول الله لو جلست فى صدر المجلس وأبعدت عنك هؤلاء ورائحة جبابهم -وكانوا فى جبب من صوف لها رائحة كريهة لمداومة لبسها لعدم غيرها - لجلسنا إليك، وأخذنا عنك، كرهوهم لذلك، وكرهوا بعضا لذلك وكونه مولى كسلمان وبلال وبكر الغنوى، كلهم موال، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:

" ما أنا بطارد المؤمنين "

، قالوا: فإنا نحب أن تجعل لنا مجلسا تعرف به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحى أن ترانا مع هؤلاء الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، وإذا فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال:

" نعم "

، قالوا: فاكتب لنا عليك بذلك كتابا، فأتى بالصحيفة ودعا عليا ليكتب فنزل جبريل بقوله: { ولا تطرد الذين يدعون ربهم } إلخ.. فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة، قال عمار: ثم دعانا وهو يقول: سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة، فكنا نقعد معه، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله عز وجل، واصبر نفسك.. الآية، فكان يقعد معنا ولا يقوم وندنو منه حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التي يريد أن يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم لئلا نثقل عليه، وروى أنه نهاه الله أن يطردهم ترضية لقريش، وفيه أن القصة فى المدينة ولا رأى لهم فيها إلا من أخلص الإيمان منهم، وفيه أن الأقرع وعيينة والعباس إنما دعوا إلى الإسلام وكانوا مؤلفة فيها لا فى مكة، وكذا سلمان فى المدينة، وروى أنهم لما قالوا: أقم عنك هؤلاء الأعبد إذا جئنا، قال عمر رضى الله عنه: لو فعلت حتى تنظر إلى ماذا يصير أمرهم، فدعا بالصحيفة وعلى ليكتب فنزل ذلك، وروى أن عتبة وشيبة ابنى ربيعة، وقرظة بن عمرو بن نوفل ومطعم بن عدى فى أشراف الكفار من ابن عبد مناف أتوا أبا طالب، وقالوا: لو طرد ابن أخيك هؤلاء الأعبد والحلفاء كان أعظم له فى صدرونا وأطوع له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه، فذكر ذلك أبو طالب للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضى الله عنه: لو فعلت يا رسول الله حتى تنظر ما يكون منهم فأنزل الله تعالى: وأنذر به.

. إلى بالشاكرين، وأنزل فى أئمة الكفر: وكذلك فتنا بعضهم ببعض. واعتذر عمر من قوله فنزل: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا إلخ.. والحلفاء ابن مسعود والمقداد بن عمرو وواقد بن عبد الله الحنظلى، وعمرو بن عبد عمرو، ومرثد بن أبى مرثد ونحوهم، وزادوا فى الطعن على ذلك بأن قالوا: لا إيمان فى قلوبهم، بل أظهروا الإيمان لتطعموهم وتكسوهم، فنزل قوله تعالى { ما عليك من حسابهم } حساب هؤلاء المؤمنين، ما فى القرآن أبدا حجازية ولو لم تعمل عمل ليس لتقدم الخبر كما هنا { من شىء، وما من حسابك عليهم من شىء فتطردهم فتكون من الظالمين } اكتف بظاهر حالهم من الإيمان، وحساب باطنهم على الله، لا تحاسب بهم ولا يحاسبون بك، بل كل وعمله واعتقاده، ولعل إيمانهم ونفعهم فى الإسلام خير من إيمان هؤلاء ونفعهم لو آمنوا ونفعوا، وما عليك من حساب رزقهم شىء ولا عليهم من حساب رزقك شىء، وما على الأمة إلا الطاعة وما عليك إلا التبليغ، ورزق كل أحد على الله، وذلك كما قال قوم نوح:

وما نراك اتبعك إلا الذين هم أرذالنا بادى الرأى

Halaman tidak diketahui