275

Penyederhanaan Tafsir

تيسير التفسير

Genre-genre

{ ودوا لو } لو مصدرية، ولا داعى إلى جعلها شرطية، وتقدير جوابها هكذا لسرهم ذلك { تكفرون } تمنوا كفركم { كما كفروا } مثل كفرهم { فتكونون } أنتم وهم { سوآء } مستوين فى حصول الضلال، ولو تفاوت كثرة وقلة وعظما وصغرا { فلا تتخذوا منهم أوليآء حتى يهاجروا } إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إيمانا ورغبة فى نشر دين الله والجهاد { فى سبيل الله } لا لغرض دنيوى، كتزوج امرأة، أو طمع فى مال أو جاه، وبعد فتح مكة نسخ وجوب الهجرة، قال صلى الله عليه وسلم:

" لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية "

، وعنه صلى الله عليه وسلم:

" المهاجر من هاجر ما نهى الله عنه "

، وهذه الهجرة لا يدخلها النسخ، وقال صلى الله عليه وسلم:

" أنا برىء من كل مسلم أقام بين ظهرانى المشركين "

، وهذا أيضا منسوخ بفتح مكة، إلا أن يذهب إليهم ويقيم فيهم، أو كان بلدهم بلده ولم يصل إلى إقامة دينه معهم وإن كان بلده ووصل إلى إقامة دينه لم يلزمه الخروج بعد فتحها، والهجرة ثلاث: الأولى مفارقة دار الشرك إلى دار السلام رغبة فيه، الثانية ترك المنهيات، والثالثة الخروج للقتال، وتحتمله الآية بأن يقال نزلت فيمن رجع يوم أحد { فإن تولوا } أعرضوا عن الهجرة فى سبيل الله { فخذوهم } أسرى وأنتم مخيرون فى الأسرى { واقتلوهم حيث وجدتموهم } وقدرتم عليهم فى الحل والحرم، فإنه لا ينفعهم الإيمان مع البقاء فى مكة أو غيرها قبل نسخ الهجرة، فهم كسائر المشركين بخلاف منافقى المدينة، ومن هاجر ونافق فإنه يكتفى منه بكلمة الشهادة الظاهرة منهم، ولو تبين أن هجرته لغرض دنيوى، فهذا تحقيق المقام لا ما تجده فى الكتب، وقيل المراد هنا خصوص القتل، والأخذ مقدمة له، وليس كذلك فإن الأكثر القتل بلا قبض على المقتول { ولا تتخذوا منهم وليا } تحبونه وبلى أمركم وتلون أمره { ولا نصيرا } تنصرون به على أعدائكم.

[4.90]

{ إلا الذين يصلون } يلجأون { إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد، فلا تقتلوهم ولا تأسروهم، كما لا تفعلون ذلك بالقوم الذين بينكم وبينهم ميثاق، إذ هؤلاء مثلهم لالتجائهم إليهم، فهم فى أمانكم بتوسط القوم، ولو التجأوا إليهم بلا أمر لكم فى شأنهم، ولا سيما إن كان بأمر، كما روى أن القوم المذكورين هم الأسلميون، وأنه كان صلى الله عليه وسلم وقت خروجه إلى مكة وادع هلال ابن عويمر الأسلمى، على أن لا يعنيه ولا يعين عليه، وعلى أن من وصل إلى هلال ولجأ إليه فله من الجوار ما لهلال، وروى أن سراقة طلب ذلك لقومه، فأمر خالد أن يمشى مع سراقة إليهم بذلك فكان لهم ذلك، وقيل القوم بنو جذيمة بن عامر، وقيل القوم بنو بكر بن زيد، وقيل خزاعة فيقال هؤلاء كلهم { أو جآءوكم } أو للتنويع والعطف على يصلون لا على بينكم وبينهم ميثاق، لأنه ليس المراد يصلون إلى قوم حصرت صدورهم { حصرت } انقبضت، الجملة حال من الواو على تقدير قد، وأجيزت الحالية بدون تقدير، ويدل للحالية قراءة حصرة وحصرات وحاصرات بالنصب والتنوين { صدورهم أو يقاتلوا } عن أن يقاتلوكم، لقذف الرعب فيهم، ولأنهم عاهدوكم أن لا يقاتلوكم { أو يقاتلوا } أو عن أن يقاتلوا أو لأن يقاتلوا أو كراهة أن يقاتلوا { قومهم } لأنهم على دين قومهم، وهم بنو مدلج، عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يقاتلوه وعاهدوا قريشا أن لا يقاتلوهم { ولو شاء الله لسلطهم عليكم } بأن يقوى قلوبهم عليكم فلا يهابوكم { فلقاتلوكم } فلا تقاتلوهم، ونسخ بآية السيف، واللام جوابية لعطفها على جواب لو، وفيها تلويح بأن مدخولها جواب مستقل، { فإن اعتزلوكم } لم يتعرضوا لكم { فلم يقاتلكم وألقوا إليكم السلم } الصلح { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } بالقتل والسبى والغنم، وذلك منسوخ بآية السيف، سواء أطلبوا الصلح ولم يعقد لهم، أو طلبوه وعقد لهم، فأولا لا يكون عليهم سبيلا وبعد النسخ يكون بأن يبطل عقد العهد لهم.

[4.91]

Halaman tidak diketahui