272

Taysir Matalib

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب

Genre-genre

Perbualan

فهل بلغكم أن الدنيا سمحت لهم، بل أهلكتهم بالخطوب ودهمتهم بالقوارع، وهل صحبتهم إلا بالتعسف وهل أعقبتهم إلا النار؟! أفهذه تؤثرون أو فيها ترغبون، والله تبارك وتعالى يقول :{من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}[هود:15،16] بئست الدار لمن لا ينهنهها ولم يكن فيها على وجل.

إعلموا -وأنتم تعلمون- أنكم لا بد تاركوها أنها كما قال عز وجل: لعب ولهو {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد}[الحديد:20] فاعتبروا بمن قد رأيتم من إخوانكم، صاروا في التراب رميما لا يرجى نفعهم ولا يخشى ضرهم، وهم كمن لم يكن، وكما قال الله عز وجل: {فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا}[القصص:58] استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالأنس غربة، وبالأهل وحدة، غير أن قد ضعنوا بأعمالهم إلى الحياة الدائمة أو الشقوة اللازمة.

Halaman 316