فأقولُ وباللَّهِ التوفيقُ، والهدايةُ إلى سواءِ الطريق:
الناس في معنى التفسيرِ والتأويل بين التَّقصير والتَّطويل، ولنا على التوسُّط التعويلُ؛ فنقول:
التفسير: علمُ نزول الآية وشأنِها وقصَّتِها، والأسبابِ (^١) التي نزلت فيها، والأقوامِ الذين أُريدوا بها، ولا يُتكلَّم إلا بالسَّماع.
والتأويل: صرفُ الآية إلى معنًى تحتمِلُه موافقٍ لِمَا قَبْلَها وما بعدَها.
فأمَّا مأخذُهما: فقد قال ثعلبٌ: التفسير مأخوذٌ من قول العرب: فسَّرتُ الفرس، إذا ركَضْتَها ليَنْطلقَ حُضْرُها (^٢)، فالتفسيرُ: كشفُ ظاهرِ الآية ليَظْهرَ مرادُها.
وقال الدُّريديُّ (^٣): أصلُه من التَّفسرةِ، وهي الدليلُ من ماءِ العَليل الذي ينظر فيه