256

Penjelasan atas Jami' al-Saghir

التيسير بشرح الجامع الصغير

Penerbit

مكتبة الإمام الشافعي

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Lokasi Penerbit

الرياض

وَلَا يذبحها بِحَضْرَة أُخْرَى (وليحدّ أحدكُم) أَي كل ذابح (شفرته) أَي سكينته وجوبا فِي الكالة وندبا فِي غَيرهَا (وليرح) بِضَم أوّله من رَاح إِذا حصلت لَهُ رَاحَة (ذَبِيحَته) بسقيها عِنْد الذّبْح ومرّ السكين عَلَيْهَا بقوّة ليسرع مَوتهَا فترتاح (حم م ٤ عَن شدّاد بن أَوْس) الخزرجي ابْن أخي حسان
(أَن الله كتب) أَي قضى وَقدر (على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا) أَي خلق لَهُ الْحَواس الَّتِي يجد بهَا لَذَّة الزِّنَا وَأَعْطَاهُ القوى الَّتِي بهَا يقدر عَلَيْهِ وركز فِي جبلته الشَّهْوَة (أدْرك ذَلِك لَا محَالة) بِفَتْح الْمِيم أَي أصَاب ذَلِك الْبَتَّةَ فَكل مَا سبق فِي الْعلم الأزلي لَا بدّ أَن يُدْرِكهُ (فزنا الْعين النّظر) إِلَى مَا لَا يحل (وزنا اللِّسَان النُّطْق) وَفِي رِوَايَة الْمنطق أَي فِيمَا لَا يجوز (وَالنَّفس تمنى) أَي تتمنى فَحذف إِحْدَى التَّاءَيْنِ أَي وزنا النَّفس تمنيها إِيَّاه (والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ) أَي إِن فعل بالفرج مَا هُوَ الْمَقْصُود من ذَلِك فقد صَار الْفرج مُصدقا لتِلْك الْأَعْضَاء وَأَن ترك الْمَقْصُود من ذَلِك صَار الْفرج مُكَذبا وَهَذَا خص مِنْهُ الْخَواص لعصمتهم (ق د ن عَن أبي هُرَيْرَة
أنّ الله تبَارك) تعاظم (وَتَعَالَى) تنزه عَمَّا لَا يَلِيق بِهِ (كتب الْحَسَنَات والسيآت) قدرهما فِي علمه على وفْق الْوَاقِع أَو أَمر الْحفظَة بكتابتهما (ثمَّ بَين) الله تَعَالَى (ذَلِك) للكتبة من الْمَلَائِكَة حَتَّى عرفوه واستغنوا بِهِ عَن استفساره فِي كل وَقت كَيفَ يكتبونه (فَمن همّ بحسنة) عقد عزمه عَلَيْهَا (فَلم يعملها) بِفَتْح الْمِيم (كتبهَا الله تَعَالَى عِنْده) للَّذي هم بهَا أَي (حسنه كَامِلَة) وَإِن نشأت عَن مجرّد الْهم سَوَاء كَانَ التّرْك لمَانع أم لَا (فَإِن هم بهَا فعملها) أَي الْحَسَنَة (كتبهَا الله عِنْده) لصَاحِبهَا (عشر حَسَنَات) لِأَنَّهُ أخرجهَا عَن الْهم إِلَى ديوَان الْعَمَل وَمن جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا (إِلَى سَبْعمِائة ضعف) بِالْكَسْرِ أَي مثل وَقيل مثلين (إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة) بِحَسب الزِّيَادَة فِي الْإِخْلَاص وَصدق الْعَزْم وَحُضُور الْقلب وتعدّي النَّفْع (وَإِن همّ بسيئة فَلم يعملها) بجوارحه وَلَا بِقَلْبِه (كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة) ذكره لِئَلَّا يتَوَهَّم أَن كَونهَا مجردهم ينقص ثَوَابهَا (فَإِن هم بهَا فعملها كتبهَا الله تَعَالَى) عَلَيْهِ (سَيِّئَة وَاحِدَة) لم يعْتَبر مجرا لَهُم فِي جَانب السَّيئَة واعتبره فِي جَانب الْحَسَنَة تفضلا (وَلَا يهْلك على الله إِلَّا هَالك) أَي من أصر على السَّيئَة وَأعْرض عَن الْحَسَنَات فَلم تَنْفَع فِيهِ الْآيَات والنذز فَهُوَ غير مَعْذُور وهالك (ق عَن ابْن عَبَّاس
أَن الله كتب كتابا) أَي أجْرى الْقَلَم على اللَّوْح وَأثبت فِيهِ مقادير الْخَلَائق على وفْق مَا تعلّقت بِهِ الْإِرَادَة (قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض بألفي عَام) كنى بِهِ عَن طول المدّة وَتَمَادَى مَا بَين التَّقْدِير والخلق من الزَّمن فَلَا يُنَافِي عدم تحقق الأعوام قبل السَّمَاء وَالْمرَاد مجرّد الْكَثْرَة وَعدم النِّهَايَة (وَهُوَ عِنْد الْعَرْش) أَي علمه عِنْده أَو الْمَكْتُوب عِنْده فَوق عَرْشه تَنْبِيها على جلالة الْأَمر وتعظيم قدر ذَلِك الْكتاب أَو هُوَ عبارَة عَن كَونه مَسْتُورا عَن جَمِيع الْخلق مَرْفُوعا عَن حيّز الْإِدْرَاك (وَأَنه أنزل مِنْهُ الْآيَتَيْنِ) اللَّتَيْنِ (ختم بهما سُورَة الْبَقَرَة) أَي جَعلهمَا خاتمتها (وَلَا يقرآن فِي دَار) أَي مَكَان (ثَلَاث لَيَال) أَي فِي كل لَيْلَة مِنْهَا (فيقربها شَيْطَان) فضلا عَن أَن يدخلهَا فَعبر بِنَفْي الْقرب ليُفِيد نفي الدُّخُول بِالْأولَى (ت ن ك عَن النُّعْمَان بن بشير) وَرِجَال بعض أسانيده ثِقَات
(أَن الله كتب فِي أم الْكتاب) علمه الأزلي أَو اللَّوْح (قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض أنني أَنا الرَّحْمَن الرَّحِيم) أَي الْمَوْصُوف بِكَمَال الْأَنْعَام بجلائل النعم ودقائقها (خلقت الرَّحِم) أَي قدّرتها
قَوْله أَي حسنه كَذَا بِخَطِّهِ وَصَوَابه إِسْقَاط أَي وَسقط من خطه لَفْظَة عِنْده وَهِي ثَابِتَة فِي نسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة أه من هَامِش

1 / 257