244

Penjelasan atas Jami' al-Saghir

التيسير بشرح الجامع الصغير

Penerbit

مكتبة الإمام الشافعي

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Lokasi Penerbit

الرياض

عَلَيْهِم أشرهم سيرة وأقبحهم سريرة فيعاملهم بالعسف وَالْقَسْوَة والغلظة والجور (تَنْبِيه) أصل الْغَضَب تغير يحصل لإِرَادَة الانتقام وَهُوَ فِي حَقه تَعَالَى محَال والقانون فِي أَمْثَاله أنّ جَمِيع الْأَعْرَاض النفسانية كالغضب وَالرَّحْمَة والفرح وَالسُّرُور وَالْحيَاء والتكبر والاستهزاء لَهَا أَوَائِل ونهايات فالغضب أوّله التَّغَيُّر الْمَذْكُور وغايته إِرَادَة إِيصَال الضَّرَر إِلَى المغضوب عَلَيْهِ فَلفظ الْغَضَب فِي حَقه تَعَالَى لَا يحمل على أوّله الَّذِي هُوَ من خَواص الْأَجْسَام بل على غَايَته وَهَذِه قَاعِدَة شريفة نافعة فِي هَذَا الْكتاب جدّا (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) وَكَذَا الديلمي بِزِيَادَة
(إنّ الله أذن لي أَن أحدّث عَن ديك) أَي عَن عظم جثة ملك فِي صُورَة ديك (قد مرقت رِجْلَاهُ الأَرْض) أَي وصلنا إِلَيْهَا وخرقتاها وخرجتا من جَانبهَا الآخر (وعنقه منثنية تَحت الْعَرْش وَهُوَ يَقُول سُبْحَانَكَ مَا أعظم شَأْنك) زَاد فِي رِوَايَة رَبنَا (فيردّ عَلَيْهِ) أَي فَيُجِيبهُ الله الَّذِي خلقه بقوله (لَا يعلم ذَلِك) أَي عَظمَة سلطاني وسطوة انتقامي (من حلف بِي كَاذِبًا) فَإِنَّهُ لَو نظر إِلَى كَمَال الْجلَال وَتَأمل فِي عظم الْمَخْلُوقَات الدَّالَّة على عظم خَالِقهَا لم يتَجَزَّأ على ذَلِك فالجراءة على الْيَمين الكاذبة منشؤها كَمَال الْجَهْل بِاللَّه (أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة طس ك عَن أبي هُرَيْرَة) صَححهُ الْحَاكِم وأقروه وَرِجَال الطَّبَرَانِيّ ثِقَات
(إنّ الله استخلص هَذَا الدّين لنَفسِهِ) أَي دين الْإِسْلَام (وَلَا يصلح لدينكم إِلَّا السخاء) بالمدّ الْكَرم فَإِنَّهُ لَا قوام لشَيْء من الطَّاعَات إِلَّا بِهِ (وَحسن الْخلق) بِالضَّمِّ (إِلَّا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (فزينوا) من الزين ضدّ الشين (بهما دينكُمْ) زَاد فِي رِوَايَة مَا صحبتموه فالسخاء السماح بِالْمَالِ وَحسن الْخلق السماح بِالنَّفسِ فَمن سمح بهما مَالَتْ إِلَيْهِ النُّفُوس وألفته الْقُلُوب وتلقت مَا يبلغهُ عَن الله بِالْقبُولِ (طب عَن عمرَان ابْن حُصَيْن) ضَعِيف لضعف عَمْرو الْعقيلِيّ
(إنّ الله اصْطفى) اخْتَار واستخلص (كنَانَة) بِالْكَسْرِ عدّة قبائل أبوهم كنَانَة بن خُزَيْمَة (من ولد إِسْمَعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (وَاصْطفى قُريْشًا من كنَانَة) لأنّ أَبَا قُرَيْش مُضر بن كنَانَة وَذكره لإِفَادَة الْكَفَاءَة وَالْقِيَام بشكر الْمُنعم (وَاصْطفى من قُرَيْش بني هَاشم وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم) وَمعنى الاصطفاء والخيرية فِي هَذِه الْقَبَائِل لَيْسَ بِاعْتِبَار الدّيانَة بل بِاعْتِبَار الْخِصَال الحميدة (م ت عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع وَله طرق كَثِيرَة أفردت بِالْجمعِ
(إِن الله اصْطفى من ولد إِبْرَاهِيم) وَكَانُوا ثَلَاثَة عشر (إِسْمَعِيل) إِذْ كَانَ نَبيا رَسُولا إِلَى جرهم وعماليق الْحجاز (وَاصْطفى من ولد إِسْمَعِيل كنَانَة) بن ثَابت (وَاصْطفى من كنَانَة قُريْشًا) بن النَّضر (وَاصْطفى من قُرَيْش بني هَاشم) فَهُوَ أفضلهم (وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم) فأودع ذَلِك النُّور الَّذِي كَانَ فِي جبهة آدم فِي جبهة عبد الْمطلب ثمَّ وَلَده بالمصطفى شرفت بَنو هَاشم قَالَ ابْن الرُّومِي فِي تَفْضِيل الْوَلَد على الْوَالِد
(قَالُوا أَبُو الصَّقْر من شَيبَان قلت لَهُم ... كلا لعمري وَلَكِن مِنْهُ شَيبَان)
(كم من أَب قد علا بِابْن ذَوا شرف ... كَمَا علا برَسُول الله عدنان)
وَقَالَ بَعضهم فِي تَفْضِيل الآخر على الأوّل
(كَذَاك رَسُول الله آخر مُرْسل ... وَمَا مثله فِيمَا تقدّم مُرْسل)
(ت عَن وَاثِلَة) وَقَالَ ت حسن صَحِيح
(إِن الله اصْطفى من الْكَلَام أَرْبعا) وَهِي قَول (سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر) فَهِيَ مُخْتَار الله من جَمِيع كَلَام الْآدَمِيّين (فَمن

1 / 245