وصنف - رحمه الله تعالى - التصانيف في توحيد الأنبياء والمرسلين، والرّدّ على مَن خالفه من المشركين، ومن جملتها: كتاب (التوحيد)، وهو كتاب فرد في معناه، لم يسبقه إليه سابق، ولا لحقه فيه لاحق، وهو الذي قصدت الكلام عليه إن شاء الله تعالى، وإن كنتُ لستُ مِمَّن يتصدّى لهذا الشأن، لكن لما رأيتُ الكتاب لم يتعرض للكلام عليه أحد يعتد به، ورأيتُ تشوق الطلبة والإخوان إلى شرح يفي ببعض ما فيه من المقاصد، أحببت أن أسعفهم بمرادهم على حسب طاقتي، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"١؛ ولذلك يسر الله الكلام عليه، ومنّ به من عنده
وحده لا شريك له بحوله وقوته، لا بحولي وقوتي، فناسب أن يسمى:
(تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد) .
وحيث أطلقت:
شيخ الإسلام، فالمراد به الإمام أبو العباس بن تيمية.
والحافظ، فالمراد به أبو الفضل بن حجر العسقلاني، صاحب (فتح الباري) وغيره - رحمهما الله تعالى ـ.
وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وسببًا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم.
_________
١ هو في: صحيح مسلم ٢٦/٩٩.
1 / 12