Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genre-genre
فكما أن السير لا يمكن في الظلمات إلا بنور السراج كذلك لا يمكن السير في حقائق القرآن ودقائقه ولا في ظلمات البشرية إلا بنور الهداية الربوبية، ولهذا قال تعالى: { أضآء لهم مشوا فيه } [البقرة: 20]، يعني: نور الهداية { وإذآ أظلم عليهم قاموا } [البقرة: 20] يعني: ظلمة البشرية. قوله تعالى: { ورعد } [البقرة: 19]، خوف وخشية ورهبة تتطرق إلى القلوب من هيبة جلال الذكر والقرآن كما قال تعالى:
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
[الحشر: 21].
{ وبرق } [البقرة: 19]، وهو تلألؤ أنوار الذكر والقرآن تهتدي إلى القلوب فتلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله فتظهر، فسببها حقيقة القرآن والدين فتعرفها القلوب بقوله تعالى:
وإذا سمعوا مآ أنزل إلى الرسول
[المائدة: 83]، ولما لاحت لهم أنوار السعادة خرجوا من ظلمات الطبيعة وتمسكوا بحبل الإرادة لينالوا درجات الفائزين ولكن { يجعلون أصبعهم } [البقرة: 19]، الفاسدة وأمانيهم الباطلة، { في آذانهم } [البقرة: 19]، الواعية { من الصوعق } [البقرة: 19]، دواعي الحق { حذر } [البقرة: 19]، من { الموت } [البقرة: 19]، موت النفس لأن النفس سمكة حياته بحر الدنيا وماء الهوى لو أخرجت لماتت في الحال، وهذا تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم:
" موتوا قبل أن تموتوا ".
{ والله محيط بالكفرين } [البقرة: 19]، فيه إشارة إلى أن الكافر الذي له حياة طبيعة حيوانية لو مات بالإرادة عن مألوفات الطبيعة لكان أحياه الله بأنوار الشريعة كما قال تعالى
أو من كان ميتا فأحيينه
[الأنعام: 122].
Halaman tidak diketahui