464

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genre-genre

ارجعي إلى ربك

[الفجر: 28]، { وأعد له عذابا عظيما } [النساء: 93]، عن حضرة العلي العظيم والحرمات عن جنات النعيم.

[4.94-96]

ثم أخبر عمن يسلم إذا ألقى السلم بقوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله } [النساء: 94]، والإشارة فيها إلى البالغين الواصلين بالسير إلى الله تعالى؛ أي: { يأيها الذين آمنوا } [النساء: 94]، وما قنعوا على مجرد الإيمان بالغيب، { إذا ضربتم في سبيل الله } [النساء: 94]؛ يعني: بل سرتم بقدم السلوك في طلب الحق، حتى صار الإيمان إيقانا، والإيقان إحسانا، والإحسان عيانا، والعيان غيبا، وصار الغيب شهادة، والشهادة شهودا، والشهود شاهدا، والشاهد مشهودا، وبهما اقسم الله تعالى بقوله

وشاهد ومشهود

[البروج: 3]، فافهم جيدا، وهذا مقام الشيخوخة { فتبينوا } [النساء: 94] عن حال المريدين وتثبتوا في الرد والقبول، وفي قوله تعالى: { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } [النساء: 94]، وألقي إليكم السلام بالانقياد والاستسلام، فلا تقولوا: ألست مؤمنا؟ أي: صادقا مصدقا في التسليم لأحكام الصحبة، وقبول التصرف في المال والنفس بشرط الطريقة، ولا تردوه ولا تنفروه بمثل هذه الشدائد، وقوله كما أمر الله موسى وهارون عليهما السلام

فقولا له قولا لينا

[طه: 44]، فما أنتم أعز من الأنبياء، ولا المريد المبتدئ أذل من فرعون، ولا يهونكم أمر رزقه فتجتنبون منه للتخفيف، وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: { تبتغون عرض الحيوة الدنيا } [النساء: 94]، فلا تهتموا لأجل الرزق { فعند الله مغانم كثيرة } [النساء: 94]،

ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب

[الطلاق: 2-3]، { كذلك كنتم من قبل } [النساء: 94]؛ أي: كذلك كنتم ضعفاء بالصدق والمطلب محتاجين إلى الصحبة والتربية والإرادة من قبل، { فمن الله عليكم } [النساء: 94] بصحبة المشايخ وقبولهم إياكم والإقبال على تربيتكم وإيصال رزقكم إليهم وشفقتهم وعطفهم عليكم، { فتبينوا } [النساء: 94]، أن تردوا صادقا اهتماما لرزقه، وتقبلوا كاذبا حرصا على كثير المريدين، { إن الله كان } [النساء: 94] في الأزل، { بما تعملون } [النساء: 94] اليوم من الرد والقبول والاحتياج إلى الرزق تهتمون له، { خبيرا } [النساء: 94]، فدبر الأمور وقدرها في الأزل وفرغ منها، كما قال: صلى الله عليه وسلم

Halaman tidak diketahui