389

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genre-genre

كما أخبر عن حال يوسف عليه السلام بقوله:

والله غالب على أمره

[يوسف: 21]، فمغلوب النفس والهوى لا يصلح للنبوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم من يكون شفيعا لأمته يوم القيامة، والشفيع هو الذي ينجوا بنفسه ثم ينجي غيره، ومن حال الغال ما قال الله تعالى: { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } [آل عمران: 161]؛ أي: يأتي به حاملا على ظهره { ثم توفى كل نفس } [آل عمران: 161]؛ أي: يجازي كل غالبة { ما كسبت } [آل عمران: 161]، من الغلول، { وهم لا يظلمون } [آل عمران: 161] في مجازاة عقوبة الغلول، دليله قوله تعالى:

وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

[النحل: 118]، فالمعاقب بمجازاة الغلول كيف ينجي غيره من العقوبة؟ ومما يؤكد هذا المعنى قوله تعالى: { أفمن اتبع رضوان } [آل عمران: 162]؛ أي: وحي { الله } [آل عمران: 162]، دليله من

اتبع مآ أوحي إليك من ربك

[الأنعام: 106]، { كمن بآء بسخط من الله } [آل عمران: 162]؛ أي: الغلول، معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم من اتبع ما أوحي إليه طلب رضوان الله، لا الغال الذي يتبع بغلوله سخط الله، { ومأواه جهنم وبئس المصير } [آل عمران: 162]، من هذا حاله فلا يساوي حال الغال أحوال الأنبياء، { هم درجت عند الله } [آل عمران: 163]؛ يعني: هم الدرجات في مقام عندية الحق وهو مقعد الصدق، كقوله تعالى

في مقعد صدق عند مليك مقتدر

[القمر: 55]، { والله بصير بما يعملون } [آل عمران: 163]، أهل الدرجات من الأنبياء وأتباعهم، وأهل الدركات من المنافقين القالين، فيجازيهم على قدر أعمالهم ونياتهم،

" فإنما الأعمال بالنيات ".

Halaman tidak diketahui