Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genre-genre
[النساء: 113]، خصصك بهداه وعلمه.
ثم قال تعالى مؤكدا معناه ومؤيدا لفحواه: { وأنزل الفرقان } [آل عمران: 4]؛ يعني: وأنزل الفرقان عليك فرقانا، يفرق بين تنزيله على قلبك وبين إنزال الكتب صورة على الأولياء، ويفرق بين تعلمك القرآن وبين تعلمهم الكتب، وإنهم كانوا يتدارسون الكتب وأنت تتخلق بالقرآن وتفرق بين ما أفاد لهم الحكمة، فقد أفاد لك أن أوتيت جوامع الكلم وبه فضلت على الأنبياء، وبالخمسة الأخرى من إفادة القرآن، كقوله صلى الله عليه وسلم:
" فضلت على الأنبياء بست "
، ويفرق بين تصرف التنزيل على قلبك وبين تصرف الإنزال عليهم، فإن كانت الكتب المنزلة عليهم تصرف فيهم بأن يكون الكتاب مع أحدهم نورا من الله يجيء به إلى قومه؛ ليكون هدى لهم، كما قال تعالى:
الكتب الذي جآء به موسى نورا وهدى للناس
[الأنعام: 91]، فإن تصرف تنزيل نور القرآن على قلبك جعلك نورا من الله تجيء الأمة ومعك القرآن، كما قال تعالى:
قد جآءكم من الله نور
[المائدة: 15]؛ وهو محمد صلى الله عليه وسلم،
وكتاب مبين
[المائدة: 15]؛ وهو القرآن.
Halaman tidak diketahui