سمعتم معشر الإخوان ما جاء من البيان فى تأويل دعائم الإسلام من أولها إلى حيث انتهى القول فى المجلس الذي قبل هذا المجلس فى باب السواك منها.
ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله أتانى جبريل فقال لى يا محمد صلى الله عليه وسلم كيف تتنزل عليكم الملائكة وأنتم لا تستاكون ولا تستنجون بالماء ولا تغسلون براجمكم فتأويل باطن ذلك كله قد ذكرنا فيما تقدم ذلك أن مثل السواك فى الباطن مثل الاستنان بسنن الحدود الاثنى عشر التى مثلها مثل اثنتى عشرة سنا التى هى مقادم الفم وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي مثله فى الباطن مثل الإبهام والوصى الذي مثله مثل المسبحة وهما اللتان يستن بهما عند السواك وتعاهد من هو فوق هذه الحدود ومن أمام وحجة لها على ما تقدم شرح القول فى ذلك وبيانه.
وقوله، ولا تستنجون بالماء فقد تقدم القول أيضا أن الاستنجاء بالماء مثله مثل الطهارة بالعلم من شك الباطل حتى يذهب ويزول بأسره عن المستجيب، والبراجم هى عقد أصابع الكفين وقد تقدم أن مثلها مثل حدوده الظاهر والباطن التى مثلها أيضا مثل الساعات من الليل والنهار اثنتا عشرة عقدة فى كل كف وفى كل إصبع من أصابع الكف الأربع ثلاث والقول فيها كالقول فى الأسنان التى هى مقادم الفم وهى كما ذكرنا اثنتا عشرة فأكد القول فى تعاهدها كما ذكرنا ظاهرا وباطنا.
وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتلو ذلك أن السواك شطر الوضوء والوضوء شطر الإيمان فالسواك كما ذكرنا تعاهد من فوقهم لهم واستنان من دونهم بسننهم والوضوء الطهارة من أحداث الباطل كله والبراءة منه، والإيمان ولاية وبراءة فالبراءة شطره، والوضوء كما ذكرنا سنة وفريضة والسواك سنة منه وهو شطره وقد ذكرنا معناه فى التأويل.
ويتلو ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ما من رجل قام فى جوف الليل إلى سواكه فاستن ثم تطهر فأحسن الطهر ثم قام إلى بيت من بيوت الله إلا أتاه ملك فوضع فاه على فيه فلا يخرج شيء من جوفه إلا وقع فى جوف الملك ويأتيه يوم القيامة شفيعا شهيدا تأويله فى الباطن أن الليل مثله مثل الباطن والرجل مثله مثل المفيد لمن دونه من المستفيدين الذين أمثالهم أمثال النساء لقبولهم فعنى أن المفيد من كان من الحدود وإذا قام ليفيد العلم الباطن فاستن بسنن الأصلين والحدود الاثنى عشر
Halaman 119