بهذا يتبين أن الضم في مواقف الاحترام والعبادة من عادات الأمم السابقة، ومن المعروف عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوافق الأمم السابقة في بعض الأمور التي لا حرج فيها، حتى ينهاه الله عز وجل عن ذلك، ألا ترى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوجه في صلاته إلى بيت المقدس كمن كان قبله، ثم أمره الله أن يتوجه إلى الكعبة زادها الله شرفا، فلما شرعت الصلاة وهي مقام عبادة بين يدي الله تعالى قام بعض المسلمين ووضع يسراه على يمناه كعادة الأمم السابقة، فغير ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوضع اليمنى على اليسرى رضاء منه بأدنى مخالفة، ولم تطل الأيام حتى نهى عن ذلك التكتف وأمر بالإرسال، كما أفادته روايات الإرسال.
وفي احتمال النسخ يقول العلامة السماوي: ((على أنا لا ننكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعله في الصلاة، غير أنا ندعي أنه بعد أن فعله نهى عنه، فكان الآخر ناسخا، وإنما يؤخذ من الشريعة بالآخر فالآخر ))( ).
Halaman 80