110

استيقظ المختار من غيبوبته، أخبرته بأن نوار سعد عادت إلى البلاد وهي الآن في المزرعة مع أمين. قال: الولد الشاعر ؟ - نعم. - هل أتى معها من المدينة؟ - لا، كل أتى بمفرده، ولو أن فرق الزمن بين قدومهما لا يتعدى دقائق، ثم أضفت: لا تخف عليه، فإن نوار سعد لا تحب الأطفال؛ ترعاه كأم لا أكثر، ربما أحست معه بالضجر ... ولو أنها تعرف طبيعة شعوره تجاهها. قال: هل تذكرين قصة أمين والحبشية؟ - وهل أنسى مثل ذلك الموقف؟ ذلك الحوار المجنون. قال مبتسما: إنه أخبث شخص خجول في العالم.

أعدته سابا

أعدت نوار سعد الإفطار الذي أتت به ...

أعدت نوار سعد الإفطار الذي أتت به من المدينة؛ ويتكون من السجق والزبادي وأنواع متعددة من السلاطة، أشارت إلى واحدة منها قائلة: هذا الطبق أعدته سابا، وهي تقرئكم التحايا، وعما قريب ستحضر، فهي الآن مشغولة بتعلم الكمبيوتر في مكتب خاص بالمدينة.

تناول المختار قليلا من الزبادي، صابا عليه عسل النحل، واعتذر عن أكل السجق والسلاطة الحبشية، أما أمين فرفض في بادئ الأمر المشاركة في الأكل، ولكنه قبل تحت إلحاح المختار، وكان صامتا وكأنه يفكر في أمر ما بكل ما يمتلك من طاقة، قلت في نفسي: ماذا لو اكتشف أمين أننا نعرف أنه يعشق نوار سعد، وأننا استمعنا ذات مرة للحوار الذي دار بينه وبين الحبشية سابا عن قطعة من ملابس نوار سعد الداخلية كان يحتفظ بها، وتريد الحبشة استردادها؟!

طلبت منه أن يسمعنا قصيدة من شعره الذي كتبه مؤخرا، ولكنه اعتذر لأنه لا يحفظ شعره، والكراسة التي يكتب بها ليست معه، ولكنه سيسمعنا مقاطع من قصيدة ... حكاية فاطمة، فأنشد لغونار اكليف:

أناجيك

أناجيك

أناجيك

من أعماق ذاتي

Halaman tidak diketahui