فلما حضرته الزيدية «قام فيهم خطيبا» فقال: الحمد لله الذي لم يتخوف أن يسبق فيعجل، ولم يسرع إلى أحد ممن جهل حقه، وكفر نعمته فيراقب، بل متعهم بالنظرة، وفتنهم بالتأخير...إلى آخر الخطبة.
ثم قالوا: يابن رسول الله منك النداء، ومنا الإجابة، وعليك الإذكار، وعلينا الطاعة، وأنتم ولاة الإسلام وأنصار الدين، وقادة الأمة، وذادة الجور، ونحن شيعتكم وأنصاركم، ومن تطيب أنفسنا بالموت في حقكم، فابسط يدك نبايعك، فإنا نرجوا أن تكون بيعة يعز الله بها «الإسلام» وأهله، ويذل الظلم وولاته، فبسط يده فبايعه من حضره ووافاه ممن لم يحضر منهم، فما وفت الليلة حتى اجتمع له مائة وعشرون رجلا، ثم توجه نحو الجزيرة.
[42] [وحدثنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي عن أبي جعفر أحمد بن الحسين الكوفي] عن نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثني علي بن أحمد الهمداني قال: دخلت على الحسين بن زيد الشاكري بعد أن خرج محمد عليه السلام بأيام وهو عليل، فقلت:كيف تجدك من علتك؟
قال: أجدني في عقال من الدنيا وسير من الآخرة، وحجاب عن الشهادة، وحرمان من الثواب.
قلت له: إن في المرض لخير.
قال: وأي خير يكون في أمر قصرني عن أصحابي وبطأني عن نصرة أهل «بيت النبي» محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم تلا هذه الآية: ?ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما?[النساء:73].
قال نصر بن مزاحم: وقدم محمد بن إبراهيم الجزيرة وتلقاه نصر بن شبيب في جماعة من أصحابه فأنزله ومن معه وأكرم مثواه، وعظم قدومه، وقال: يابن رسول الله، أبطأت عنا حتى ساءت الظنون واشتد الإشفاق، وتفرقت القلوب، وامتدت الأعناق، أما إني أرجو أن يجعل الله قدومك عز الحق وظهوره، وإماتة الجور ودفنه.
Halaman 463