[إخبار أمير المؤمنين علي (ع) بصاحب الترجمة]
قال علي بن محمد بن «عبيد الله» العباسي مصنف سيرة الهادي إلى الحق: قد جاءت الروايات الكثيرة بمقامات الهادي وخروجه:
فمن ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام فيما رواه أنس بن نافع أنه كان يقول: «تكون فتن بين الثمانين ومائتين فيخرج من عترتي رجل اسمه اسم نبي يميز بين الحق والباطل ويؤلف الله تعالى قلوب المؤمنين على يديه «كما تتآلف قزع الخريف».
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: أول ما يأتيكم الفرج من قبل اليمن، قال العباسي: فسألت أبي وكان معه حين خروجه فقال: أول ظهوره بالرس بجبل الفرع، وذلك أنا خرجنا إليه وهو به ومعه عماه محمد والحسن ابنا القاسم، وكان معه أخوه عبد الله بن الحسين وجماعة فأتيناهم فسلموا علينا وتحدثوا عندنا ساعة، ثم انصرفوا إلى منازلهم، ثم عادوا إلينا «بعد العتمة»، فلما حضرت الصلاة وقمنا إليها قال الهادي عليه السلام لعمه محمد: تقدم يا عم صل بنا، فقال: سبحان الله لا يجوز لي أن أتقدم عليك، فقال الهادي: قد جعلت الأمر إليك. فتقدم محمد فصلى بنا، فلما سلم قال: يا بن أخي استغفر الله لي فإني قد تقدمت عليك فصليت بك، وكنت أحق بالتقدم مني.
فقال الهادي: غفر الله لك يا عم، وكان يقول عمه محمد: لو حملتني ركبتاي يا أبا الحسين لجاهدت معك، فخرج عليه السلام ومعه ابنه محمد وجماعة من آل الرسول وغيرهم من خدمهم، قال: فوصلنا إلى صعدة لستة أيام خلون من صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، فقدمنا على خولان، وفيهم تفرق وتباين ومحاربات عظيمة، فأصلح الهادي عليه السلام بينهم، ثم دبر أمرهم، وأمر البلاد، وأنفذ العمال.
Halaman 524