[دخوله صعدة وبيعته]
ونزل منها صعدة واجتمع إليه أهلها، ومن حولها من خولان وهمدان وبني الحارث بن كعب، وبني عبد المدان.
وكانت بينهم فتنة عظيمة، وعداوة قديمة يقتل بعضهم بعضا، ويغير بعضهم على بعض، فدعاهم الهادي رضي الله عنه إلى الهدى، وذكرهم بأيام الله وزجرهم عما كانوا عليه، ونهاهم عن الفتنة والمعصية، ووعظهم بأبلغ المواعظ، وأحسن الخطاب، فسارعوا إلى قبول قوله، وبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وإحياء معالم الدين، ومجاهدة الظالمين، ومباينة الفاسقين، واختلط بعضهم ببعض وصاروا - ببركته - بعد الفرقة والعداوة المفرطة إخوانا متحابين، وتداعت إليه قبائل اليمن فبايعه أكثرهم، وفاء إلى طاعته جمهورهم.
Halaman 517