Kesan Teratai
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Genre-genre
بالمناسبة كنت قد حكيت لك عن زيارة وزارة الخارجية. كانت زيارة كاشفة؛ فقد علمنا منها أن جزءا من هذه المادة تم تطويره في المعامل التابعة لإدارة السلاح الأمريكية في نيو مكسيكو، وعلى ما يبدو فإنها جزيء موصل، نوع من مسبار نانو لنقل شيء لا نعلمه بعد، ويتم بيعه فيما بعد للمصنعين تحت مسمى «إن بي 2701»، وإدارة السلاح الأمريكية يثير اهتمامها الآن كل إشارة تخبر عن مصير وليدها، ولم نفهم السبب في ذلك بعد. كانوا يريدون حتى شراء عينات التربة مني، ولأنهم كانوا على أرض كندية كان عليهم التزام التحفظ، لكني أخشى أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لمصادرة المادة لو لم نبد استعدادنا للتعاون معهم. وفي كل الأحوال تحافظ الصناعة على غطائها. ونحن نحاول الآن الوصول إلى اتفاق مع وزارة الخارجية، لنرى إن كانوا سيفصحون عن معلومات أخرى. إن ذلك من شأنه أن يسهل تحاليلنا كثيرا. سي آر دبليو سي، تلك الشركة بكاليفورنيا لم تكن سوى واحدة من العملاء الذين قاموا بشراء المادة بطريقة قانونية قبل ثلاث سنوات من السلطات الفيدرالية، كما أن بيانات التشغيل صارت في هذه الأثناء متاحة. ستجدين أسماء المشترين على صفحتنا على الإنترنت، وستتمكنين هناك أيضا من قراءة المزيد من التفاصيل التي أسفرت عنها تحرياتنا.
اكتبي لي سريعا متى ستصل شحنتك؟ تسعدني المساعدة دائما.
بيتر
جفلت فاندا لبعض الوقت. هل من الممكن أن تكون مراسلاتها مع بيتر مراقبة؟ ففي نهاية المطاف، من المعروف أن البريد الإلكتروني غير مؤمن، ولم تكن تستعمل أي برنامج حماية، إلا أن بيتر أثار فضولها، وما هذا الذي قرأته لتوها؟ إلا أنها نحت ظنونها جانبا. لم تتردد كثيرا ونقرت لتصل إلى الصفحة الرئيسية لمنظمة حماية البيئة الكندية. وجدت ما تبحث عنه تحت باب أهم الأخبار. كانت قائمة الشركات الخاصة التي اشترت مادة «إن بي 2701» تضم ما لا يقل عن عشر شركات مرتبة أبجديا. حدست فاندا أمرا في ركن قصي من وعيها، لكنها لم ترد الاعتراف به صراحة، فضربتها الحقيقة كسهم من عاصفة، تعمدت أن تتجاهل وميض برقها وهزيم رعدها؛ ففوق اسم شركة كاليفورنيا وودلاندز للأبحاث التي اتخذها بيتر هدفا لهجومه، وجدت فعلا اسم شركة بي آي تي - شركة بوسطن للعلاجات المبتكرة.
الفصل الثامن والعشرون
ندفات الثلج الأولى
غلالة رمادية لفت الطبيعة التي كانت تحاول أن تقطع طرقاتها بسيارتها. كانت تتجه غربا، لكن الشمس لم تشرق قط ذلك اليوم. كانت قد انطلقت قرابة الساعة الثامنة والنصف، إذ دبر لها موثق العقود في جوترسلوه موعدا سريعا، وهي أفرغت نفسها اليوم لهذه المهمة، يوم واحد لا غير. لم تكن تريد أن تنفق أكثر من ذلك على هذا الأمر، كما أن روبرت لم يفكر في دعوتها لقضاء الليل، وعلى الأرجح لم تكن هي لتقبل بعرض كهذا لو قدم.
كانت الشوارع تعج بالحركة صباح تلك الجمعة. أحكمت إمساك عجلة القيادة حين مرت بالهضبة شديدة الرياح عند ضاحية هايجر بورباخ. كان يوهانيس شارد الذهن حين أحضر لها بالأمس مفتاح السيارة. «عقد عملك لا يزال ساريا لفترة، وهي فترة كافية لسداد الأقساط لو حدث أي تخريب للسيارة.»
صحيح أن فاندا كانت لا تجيد القيادة على النحو المرجو، إلا أن قيادة السيارات كانت تشعرها بمتعة كبيرة، كانت تشعر وكأنها فرت من قفص. متعة أن أقود خطواتي بنفسي مباشرة على الطريق، متى كانت آخر مرة مارست فيها ذلك؟ ففي عملها ازداد إحساسها أن أحدا يقودها من بعيد، كما أن المعلومات الأخيرة التي حصلت عليها من بيتر سنايدر لم تسهم في التخفيف من هذا الإحساس، لكن ربما يكون «إن بي 2701» هو المفتاح لمعرفة مادة النانو الغامضة تلك التي استقرت الآن في ثلاجتها - حتى إشعار آخر - إلى جوار البيض. كانت تفكر بجدية في أن تفصح لسنايدر عن كل شيء، وعليهم يوم الاثنين أن يقرروا ما الذي سيتعين فعله بعد ذلك. ألقت فاندا نظرة خاطفة على الكرسي المجاور للسائق، حيث طبعت خريطة الطريق التي بحثت عنها في الإنترنت بالأمس. كانت المسافة التي قطعتها في البداية غريبة عليها، لكن بدءا من بريلون انتابها إحساس أنها مرت بكل ذلك من قبل، ثم بعد ساعتين من القيادة تمكنت من إعادة التعرف على البيئة التي نشأت فيها.
أرض مسطحة، «تستطيعين صباحا رؤية المكان الذي ستنامين فيه مساء» قالها لها صديق ذات مرة. في الثلاثين كيلومترا الأخيرة قررت أن تتصرف كالحمام الزاجل وتعتمد كلية على غريزتها .
Halaman tidak diketahui