Kesan Teratai
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Genre-genre
فسألته بحذر: «وما رأيك يا توماس: هل ستقوم الأجهزة بالعمل من أجلنا أم ضدنا؟» «أنا مقتنع أن التطور سيكون للأفضل، فالشعور بالفهم مثلا يمكن أن نعزوه إلى عمليات تجري في مناطق معينة من الدماغ. ستوجد ماكينات تمكننا من توسعة نطاق وعينا. تدخلين ببساطة على الإنترنت وتحملين إحداها لنفسك.»
قالت فاندا بابتسامة متكلفة: «يتعين علينا أن نوصي الرئيس بإحداها.»
سمعت من ورائها صوتا مستثارا يقول: «أنا أطالب بمواد تبطل مفعول هذا الأمر.» تدريجيا توترت الأجواء. نظر توماس بحدة وقال: «يوما ما ستنكسر أيضا كل هذه المعارضة، فالمكسب ببساطة أكبر بكثير بهذه التقنية من أن يرى الآن. إن استخدام أجهزة الكمبيوتر متناهية الصغر في النظارات، وفي العدسات اللاصقة، وفي زرع الخلايا العصبية سيسهم في توسعة نطاقات خبرتنا بالعالم، بل إننا سنشعر أننا أكثر حرية.» «معامل متخيلة، وأبحاث متخيلة، وبيانات متخيلة، وزملاء، وعلاقات، ووظائف، وهموم، وأزمات، وآلام الصداع ...؟» أخفت فاندا شكوكها بابتسامة غامضة. «نعم تستطيعين أن تختاري لنفسك ما تشائين، لكنه في هذه الأثناء أضحى من المهم الحديث عن رؤاه. ما هي الرؤيا غير أن تكون سيناريوهات غير واقعية، وصورا متخيلة نعرضها على شاشة وعينا؟ نحن الآن على أعتاب التكيف مع هذا الزمن الجديد؛ لأنه في مثل هذه الصور تضخ استثمارات كبيرة.» «صور خادعة»، رن الصوت في ظهر فاندا «والإنترنت هي قاعة المزاد عليها.»
مد توماس ذقنه نحو الأمام وعبر ببصره من فوق فاندا متوجها نحو الغريب. «من أين لك أن تعرف أن هذه اللحظة ليست سوى مجرد محاكاة؟ ألا يمكن أن تختفي هنا بأسرع مما ظهرت؟» «إذن أرجو أن تطفئني!»
ضمت فاندا رقبتها نحو جسدها والتفتت نحو الصوت. لدهشتها وجدت ابتسامة متواضعة. «أخشى أني أكاد أكون حقيقيا، رغم الأعطال الكثيرة في الآونة الأخيرة.»
تنهدت فاندا بارتياح.
رد توماس بغضب: «أنا أتحدث عن العلاقات السببية، قانون الوقت والفوضى. الفترات الزمنية بين الأحداث المهمة يتناقص أمدها. إن هذه التطورات لن تردعها حدود بعد اليوم.» «مثل هذا الأمر ذكر في قسم التنبؤ بالطالع في ملحق مجلة التليفزيون.» هذا الشخص لا يستسلم ببساطة.
ألقى توماس نظرة طويلة على شاشة الكمبيوتر.
فقال ببرود: «الآن أعتقد أن هذه المسألة يمكن النظر إليها من هذا الجانب أو ذاك. هل تمت الإجابة عن سؤالك يا فاندا؟»
كان توماس أستاذا في التخلص من الناس. «عليكم اللعنة» لو قالها لكان أصدق، وكان في مقدوره أن ينسحب إلى ذاته بسرعة فلا يبقى منه شيء، وكأن أحدهم قد حول مؤشر المذياع من موجة الإرسال ليتركها في ثقب الاستقبال، فلا يصدر عنه شيء ولا حتى الصرير. لكن التوتر ظل بداخلها، إذ كانت ترغبه بأقوى من أي وقت مضى. دائما حين يقل هذا الشعور بداخلها كانت تمر بغرفته وتدخل لتمضي وقتا قصيرا؛ فنظرة منه كفيلة أن تعيد شحن بطاريتها في وقت لا يذكر. هل وقعت في حبه؟ وما موقفه هو؟ لم يقم بطلب رقمها قط، ولم يدعها إلى الدخول قط، كان فقط يتأملها، وكانت تظن أنه يعرف كل ما يعتمل بداخلها. لم يكن عليه سوى أن يشير بأنامله، لكنه لم يفعلها. هل عليها أن تخاطبه في ذلك؟ وماذا لو لم يكن يهتم للنساء الحقيقيات؟ توماس وعذراء السايبر؟ أمر لا يصدقه عقل. أو ربما حقا نسخة صادقة لفصيلة الذكور التي تضطر فاندا إلى ركلها بمجرد أن تلتصق بالبيت. ليس ذاك أفضل أيضا. شربت فاندا آخر رشفة شاي من فنجانها. هل كان على هذا الشخص أن يقاطعهما اليوم خاصة؟ استدارت فوجدته قد عاد إلى الطرقة يراقب لوحات الإعلانات المعلقة على الجدار. وقفت فاندا إلى جواره. «ومن أنت؟» «أنا اسمي أندرياس، وأريد أن أذهب إلى فاندا فالس.» «هي أنا، من سمح لك بالدخول إلى هنا؟» «واحد من الذين خرجوا.» «يا للفوضى!» «لا أريد سوى لحظات معدودة، أسألك عدة أسئلة.» «هذا ما يقوله كل الناس.»
Halaman tidak diketahui