Kesan Teratai
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Genre-genre
قاطعها شتورم قائلا: «لا أكترث بالظروف.»
ردت فاندا متحدية: «علي إذن أن أنشر تجارب لم تجر على الإطلاق؟ حتى التصريح بإجراء التجارب على الحيوانات غير متوفر.»
وضعت السيدة الشابة فنجاني القهوة على المنضدة، فانتظر شتورم حتى مضت في سبيلها. «سوف تستكملين ما بدأته هنا، وكل ما عدا ذلك تتركينه لي رغما عنك.» «الآن فهمت. لقد أخبرت رئيس الجلسة أني أنا التي ستلقي المحاضرة بدلا منك. لقد اعترف لي بذلك.» لم تكن سوى مجرد خدعة، لكن شتورم شحب تماما بمجرد أن سمعها. «وأين المشكلة؟» «لقد كنت ترى كل شيء سلفا. كنت تعرف حتى محتوى عرضي الذي قدمته.» استغلها شتورم، لقد عرف شتورم كيف ينقذ رقبته في اللحظة الأخيرة. «أسأل نفسي فقط كيف؟» ترددت قليلا ثم قالت: «إنك تدخل على بياناتنا كما يحلو لك.» وفي نفس اللحظة التي تلفظت فيها بهذه العبارة واتتها فكرة أن لديه من يقوم بهذه المهمة نيابة عنه، شخص يعرف كل شيء. نهض شتورم وأمسك بحقيبته، بينما مرت نظراته عبرها وكأنها لم تعد موجودة. «فكري في الأمر. أستطيع أن أحميك من ملاحقة شركة بي آي تي القضائية لك، لكن بالنسبة للمجتمع العلمي ... والرأي العام ...» رفع حاجبيه عاليا، ثم استدار ومضى. علي أن أجري مكالمة هاتفية، ظلت هذه الفكرة تلح على رأس فاندا، لكنها كانت كالمشلولة. جاءت السيدة الشابة وأخذت الفنجانين. «يا إلهي!» ندت عن السيدة آهة مفاجئة حين أخذت فنجان فاندا، وقالت: «طائر كبير، ها هو أترين؟» ودون أن تفهم شيئا نظرت فاندا في آثار البن المتبقي في قاع الفنجان، في حين قالت السيدة متذاكية: «عندنا في تركيا نقرأ المستقبل من فنجان القهوة، الطائر يعني أنك ستقومين برحلة قريبا. والطائر الكبير يدل على رحلة بعيدة.» وفيما بين حاجبيها الكثيفين وجدت ثنيات متصلبة، ثم ابتسمت كالحالمة: «سوف تطيرين.»
الفصل الثامن والأربعون
وصية بلاوبارت
قالت زابينة غاضبة: «إنه لا يرد على الهاتف. لكنه في المنزل، لقد أشعل الضوء منذ قليل في الغرفة ذات الواجهة الزجاجية الكبيرة.» «هل قلت شيئا البتة عن الاتصال الهاتفي؟ ليس عليك سوى مراقبته فحسب.» تطلعت فاندا من نافذة القطار السريع، كان الشفق يهبط على طبيعة شتوية كئيبة ولسان حاله يقول العين بالعين. لم يكن شهر يناير قد انقضى بعد، لكنها شعرت أنها نالت كفايتها من هذا الشتاء. لم يذكرها ببرلين هذه المرة سوى ممرات مترو الأنفاق، وغرفة ضيقة في فندق، وصالة محاضرات مكيفة. بخلاف ذلك لم تر شيئا من المدينة. بعد حديثها مع شتورم توجهت إلى المحطة لتعود في أول قطار متجه إلى ماربورج؛ فعليها أن تتحدث معه اليوم، ففي الغد قد يكون الأوان قد فات. استأنف القطار رحلته ما بين هانوفر وجوتنجن. قربت هاتفها المحمول من أذنها وزادت ضغطها عليه.
سألتها صديقتها متوسلة: «متى تصلين؟» «ستستغرق الرحلة ساعتين، على شرط ألا يطلق أحدهم إنذارا بوجود قنبلة، سأضطر لتغيير القطار مرة أخرى. هل وصلت يوهانيس أخبار عن تيد؟» كانت فاندا قد رجته أن يبحث أمر السيارة الثانية التي ذكرها تيد بعد لقائهما. «لا فكرة لدي، لكني أبتهل من أجل ألا تضلي الطريق، لأني أكاد أتجمد من البرد هنا.» رأت فاندا بعين خيالها كيف تقف زابينة في البرد تراقب المنزل. «ألا يستطيع يوهانيس أن يخلصك؟ على الأقل يأتيك بسيارة.» «الآن لا شيء عندي أفضل من أن يأتيني أحدهم بدورة المياه!»
استقلت فاندا سيارة أجرة من محطة ماربورج. كانت الأخبار تنسال من المذياع، اتضح أن الحقيبة المشتبه في احتوائها على قنبلة بمطار فرانكفورت لم تكن سوى دمية. تحدث الساسة عن استفزاز مخادع، بينما تناقلت وسائل الإعلام أنها كانت تجربة تحسبا لوجود حالات حقيقية. أخبرت فاندا سائق سيارة الأجرة أن يتوقف عند روتينبيرج. ثم دفعت له النقود وقطعت المسافة المتبقية سيرا على الأقدام. تعرفت على سيارة يوهانيس من طراز تويوتا واقفة على جانب الطريق قرب المدخل. طرقت على نافذة السائق فانفتح زجاجها بلا صوت. صافحت وجهها رائحة قهوة ساخنة، بينما لوحت زابينة من المقعد المجاور للسائق.
حياها يوهانيس: «في الوقت بالضبط، أما مصاريف تدفئة السيارة فسنحاسبك عليها لاحقا، هل تريدين حقا الذهاب بمفردك؟» «إن لم أعد خلال ساعة، فاصعدوا لتروا ما الأمر، سأعلق شيئا بباب المنزل.»
قال لها يوهانيس متحديا وهو يبتسم: «يمكن لكثير من الأمور أن تحدث في غضون ساعة. هذه الحركة ستكلف كثيرا.» كان الظلام حالكا، فلم تستطع أن ترى التعبير على وجه زابينة. هل قالت شيئا؟ دفعت فاندا حقيبة سفرها خلال نافذة السيارة حتى وقعت على حجر يوهانيس. «هل عرفت شيئا عن تلك السيارة؟» «لقد ألححت عليه كثيرا، لكن تيد هذا يتلفح بالصمت.»
Halaman tidak diketahui