قَالَ: فاحضروه، فَقَالَ لَهُ: يا أبا الْحَارِث! مَا تقول فِي اللوزينج والفالوذج، أيهما أطيب؟ قَالَ: يا أمِير الْمُؤْمِنيِنَ! لا أقضي عَلَى غائب؛ قَالَ: فأحضروهما إياه، فجعل يأكل من الفالوذج ساعة، ومن اللوزينج ساعة، فَقَالَ لَهُ الرشيد: قل أيهما أطيب؟ أقض عَلَى أحدهما؛ فَقَالَ: يا أمِير الْمُؤْمِنيِنَ! كلما أردت أَن أقضي لأحدهما أدلى الآخر بحجته.
١٠٥- أخبرني أَبُو القاسم الأزهري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن سليمان بن الخضر العكبري بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر التستري، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن البصري، أَخْبَرَنَا أحمد ابن الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر ابن عَبْد اللَّهِ الأَصْبَهَانِي، قَالَ: قَالَ: الْحَسَن بْن الصباح النسائي: دخلت عَلَى جَعْفَر بْن مُحَمَّد، فَقَالَ لي: مَا تقول فِي الحلوى؟ فَقُلْتُ: لا أقضي عَلَى غائب؛ فدعا بجام محكوك مخروط قوائمه منه، وفيه لوزينج معمول بالماورد الجوري، وباللوز المقشور من قشريه، والسكر الطبرزد، ملفوف بالعسل الأبيض، إذا قلعت اللوزنجة سمعت لَهَا صريرًا كصرير النعل السندي، فَإِذَا أدخلتها فِي فيك سمعت لَهَا نشيشًا كنشيش الحديد إِذَا خرج من الكير، فَقُلْتُ: (وإلهكم إله واحد) (٢ سورة البقرةالآية:١٦٣) فأطعمني واحدة، قلت: (أرسلنا إليهم اثنين) (٣٦ سورة يسالآية:١٤) فأطعمني ثانية، قُلْت: (فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ) (٣٦سورة يسالآية:١٤) فأطعمني ثالثة، قُلْت: (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) (٢سورة البقرة
1 / 106