بلادًا سِوَى الكوفة وَهِيَ عَلَيْنَا، فأخرجوا مَا بينهم ألف دِينَار فأخرجوا مَا بينهم ألف دِينَار وأخرجوا كسوة لَهُ ولعياله ولأبيه وهدايا من العراق، وأقام عندهم حَتَّى اشتاق إِلَى أهله، فحملوه ورجع إِلَى أهله.
٩٣- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِي بْن عَبْد اللَّهِ الصوري، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُمَر التجيبي بمصر، أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بن الْحَسَن ابْن أَبِي العصام العدوي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس عيسى بْن عَبْد الرحيم، حَدَّثَنِي عَلِي بْن محمد هو ابن حيون، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد الكوفي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحلبي، عَن أَبِيهِ، قَالَ: أمر الْمَأْمُون أَن يحمل إِلَيْهِ عشرة من الزنادقة سموا لَهُ من أهل البصرة، فجمعوا، وأبصرهم طفيلي، فَقَالَ: مَا اجتمع هَؤُلاءِ إلا لصنيع؛ فانسل، فدخل وسطهم، ومضى بِهِمُ الموكلون حَتَّى انتهوا بِهِمْ إِلَى زورق قَدْ أعد لَهُمْ، فدخلوا الزورق: فَقَالَ الطفيلي: هِيَ نزهة؛ فدخل معهم الزورق، فلم يك بأسرع بأن قيد الْقَوْم وقيد معهم الطفيلي، فَقَالَ الطفيلي: بلغ تطفيلي إِلَى القيود! ثُمَّ سير بِهِمْ إِلَى بغداد، فدخلوا إلى المأمون، فجعل يدعو بأسماعهم رجلًا رجلًا، فيأمر بضرب رقابهم؛ حَتَّى وصل إِلَى الطفيلي وَقَدِ استوفي عدة الْقَوْم، فَقَالَ للموكلين بِهِمْ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: والله مَا ندري! غَيْر أنا وجدناه مَعَ الْقَوْم، فجئنا بِهِ؛ فَقَالَ الْمَأْمُون: مَا قصتك ويلك؟ فَقَالَ: يا أمِير الْمُؤْمِنيِنَ! امرأته طالق إِن كَانَ يعرف من أقوالهم شيئًا، ولا يعرف إلا اللَّه ومحمدًا النَّبِي ﷺ، وإنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين، فظننت صنيعًا يغدون إِلَيْهِ. فضحك الْمَأْمُون، وَقَالَ: يؤدب. وَكَانَ إِبْرَاهِيم بْن الْمَهْدِي قائمًا عَلَى رأس الْمَأْمُون، فَقَالَ: يا أمِير الْمُؤْمِنيِنَ هب لي أدبه أحدثك بحَدِيث عجيب عَن نفسي؛ فَقَالَ: قل يا إِبْرَاهِيم. قَالَ: يا أمِير
1 / 89