الفصل الثانى والستون فى الشق على الأدرة المائية الفصل الثانى والستون فى الشق على الأدرة المائية الأدرة المائية إنما هى اجتماع رطوبة فى الصفاق الأبيض الذى يكون تحت جلدة الخصى المحيطة بالبيضة وتسمى الصفن وقد يكون فى غشاء خاص له تهيئه الطبيعة فى جهة من البيضة حتى يظن أنه بيضة أخرى ويكون بين جلدة الخصى وبين الصفاق الأبيض الذى قلنا ولا يكون ذلك إلا فى الندرة، وتولد هذه الأدرة من ضعف يعرض للأنثيين فتنصب اليها هذه المادة وقد تعرض عن ضربة على الأنثيين وهذه الرطوبة تكون ذات ألوان كثيرة إما أن يكون لونها الى الصفرة وإما أن تكون دمية حمراء وإما أن تكون دردية سوداء وإما أن تكون مائية بيضاء وهى أكثر ما تكون، والعلامات التى يعرف بها حيث اجتماع الماء فإنه إن كان فى الصفاق الأبيض الذى قلنا فالورم يكون مستديرا الى الطول قليلا كشكل بيضة ولا تظهر الخصية لأن الرطوبة تحيط بها من جميع النواحى، وإن كانت الرطوبة فى غشاء خا ص لها فإن الورم يكون مستديرا بجهة من البيضة ولهذا يتوهم الإنسان أنها بيضة أخرى، وإن كانت الرطوبة بين جلدة الخصى والصفاق الأبيض فإنه يقع تحت الحس، وأما اذا أردت معرفة لون الرطوبة فاسبر الورم بالمدس المربع الذى تقدمت صورته فما خرج فى اثر المدس حكمت عليه بما داخله، فإذا صرنا الى العلاج بالحديد فينبغى أن تأمر العليل بالفصد إن أمكنه ذلك ورأيت جسمه ممتلئا ثم يستلقى على ظهره على شىء عال قليلا وتضع تحته خرقا كثيرة ثم تجلس أنت على يساره وتأمر خادما بالجلوس عن يمينه يمد ذكره الى أحد جانبى جلدة الخصى وإلى ناحية مراق البطن ثم تأخذ مبضعا عريضا وتشق جلدة الخصى من الوسط بالطول الى قريب من العانة وتصير الشق على استقامة موازيا للخط الذى يقسم جلدة الخصى نصفين حتى يصل الى الصفاق الأبيض الحاوى فتسلخه وتحفظ من أن تشقه ويكون سلخك له من الجهة التى تلصق بالبيضة أكثر وتستقصى السلخ على قدر ما يمكنك، ثم تبط الصفاق المملوء ماء بطا واسعا وتخرج جميع الماء، ثم تفرق بين شفتى الشق بصنارات وتمد الصفاق الى فوق ولا تمس جلدة الخصا الحاوية وتقطع الصفاق كيف ما أمكنك قطعه إما بجملته وإما قطعا قطعا ولا سيما جانبه الرقيق فإنك إن لم تستقص قطعه لم تأمن الماء أن يعود، فإن برزت البيضة الى خارج عن جلدها فى حين عملك فإذا فرغت من قطع الصفاق فردها ثم اجمع شفتى جلدة الخصى بالخياطة ثم عالجه علاج سائر الجراحات حتى يبرأ، فإن أصبت البيضة قد فسدت من مرض آخر فينبغى أن تربط الأوعية التى فى المعلاق خوف النزف ثم تقطع الخصية من المعلاق وتخرج البيضة ثم تعالجه بما ذكرنا، فإن كان الماء المجتمع فى الجهتين جميعا فاعلم أنها أدرتان فشق الجهة الأخرى على ما قد فعلت فى الأولى سواء وإن استوى لك أن يكون العمل واحدا فافعل، ثم تمسح الدم وتدخل فى الشقوق صوفا قد غمسته فى الزيت او فى دهن الورد وتصير من خارج صوفا آخر قد غمسته فى شراب وزيت وتبسطه على الخصيتين ومراق البطن وتضع من فوق خرقا مطوية وهى الرفائد وتربطها من فوق بالرباط الذى هو ذو ستة أطراف على هذه الصورة: ثم تؤخذ خرقتان فتخاط وتحشى بالصوف المنفوش على هذا المثال وتصنع الأطراف التى يزم بها من قطن او صوف رطب وتجمع بالشد فى حزام السراويل وأحد الأطراف تأخذ على المقعدة الى الظهر والثانى تأخذ الى نحو العانة والطرفين على الفخذين من أسفل والطرفين الباقيين على الأربيتين وتجمع الشد كله فى حزام السراويل، وقد تصنع هذه الأدرة أيضا بالكى بدلا من الشق بالحديد وهو أن تأخذ مكواة سكينية لطيفة فتشق بها جلدة الخصى وهى حامية على ما وصفنا حتى انكشف الصفاق الأبيض الحاوى للماء فخذ مكواة أخرى على هذه الصورة: وهى تشبه العين اليونانية، ثم تبط بها ذلك الصفاق وهى حامية حتى تخرج الرطوبة كلها ثم تمد الصفاق بالصنانير وتسلخ بالمكواة الطبقة الحاوية وتقطعها على حسب ما أمكنك حتى تستأصل جميعها وتحفظ من البيضة لا تمسها النار، واعلم أن هذا العمل أسلم وأبعد من نزف الدم وأفضل من العمل بالشق، فإن اعترضك فى جين الشق او فى حين الكى ورم حار او نزف دم او شىء آخر فينبغى أن تعالج كلما اعترضك من ذلك بالعلاج الذى يصلح له على ما تقدم، فإن كان العليل جبانا ولم يصبر على هذا العمل لشناعته فليستعمل البط على ما أنا واصفه وهو اذا صح عندك بما قدمنا من الدلائل أن الأدرة مائية فينبغى أن تجلس العليل على كرسى مرتفع ثم تبط الورم فى أسفله بمبضع عريض واجعل البط على طول البدن ويكون الفتح واسعا حتى يسيل الماء كله ثم ضع على الموضع قطنا واربطه واتركه يمصل باقى الماء ثم عالجه حتى يبرأ الجرح، فإن تعدر خروج الماء فى حين بطك له وإنما يكون بسبب أن الغشاء الأبيض يعترض فى فم الجرح فيمنع خروج الماء فحينئذ ينبغى أن تدخل فى الجرح ريشة إوز او الآلة التى يستخرج بها ماء المحبونين التى تقدمت صورتها او زد فى فتح الجرح قليلا، واعلم أن الماء قد يعود ويجتمع بعد ستة أشهر او نحوها فإذا اجتمع فبطه على الصفة نفسها ويدافع العليل أيامه،

Halaman 433