الفصل الأربعون فيه جعل من الكلام فى بط الأورام وشقها الفصل الأربعون فيه جعل من الكلام فى بط الأورام وشقها الأورام أنواعها كثيرة متفننة على حسب ما يأتى ذكرها واحدا واحدا فى هذا الكتاب وهى تختلف فى بطها وشقها من وجهين أحدهما من نوع الورم فى نفسه وما يحوى من الرطوبات والنوع الثانى من قبل المواضع التى تحدث فيها من البدن لأن الورم الحادث فى الرأس غير الورم الحادث فى المقعدة والورم الحادث فى موضع لحمى غير الورم الحادث فى مفصل لكل واحد منها حكم من العمل، ومن الأورام ما لا ينبغى أن تبط إلا بعد نضج القيح فيها وكماله ومنها ما ينبغى أن تبط وهى نية لم تنضج على التمام مثل الأورام التى تكون قريبة من المفاصل لأن الورم اذا حدث بقرب مفصل وطال أمره حتى يتعفن ما حوله ربما أفسد رباطات او عصب ذلك المفصل فيكون سببا لزمانة ذلك العضو او يكون الورم بقرب عضو رئيس لأنك اذا أخرت بطه حتى ينضج أضررت بذلك العضو الرئيس او يكون بقرب المقعدة فتبطه نيا وإنما وجب أن تبط الورم نيا غير كامل النضج الذى يكون بقرب المقعدة لئلا يعفن الغور فينفذ الى داخل المقعدة فيصير ناصورا ويصير فى حد ما لا يبرأ، وينبغى أن تعلم وقت بط الأورام التى قد نضجت على التمام وهو عند سكون وجع الورم وذهاب الحمى ونقصان الحمرة والضربان وتخدد رأس الورم وسائر العلامات، وينبغى أن توقع البط فى أسفل موضع من الورم إن أمكن ذلك ليكون أسهل لسيلان المدة الى أسفل او فى أرق موضع من الورم وأشد نتوا، وليكن البط ذاهبا فى طول البدن إن كانت الأورام فى نحو اليدين والرجلين ومواضع العضلات والأوتار والعصب والشريانات وبالجملة فى جميع المواضع المستوية التى لا انثناء لها، وأما التى تنثنى فليذهب بالبط على حسب ذلك الموضع وأما اذا كان الورم فى المواضع اللحمية فالأجود أن تترك بطه حتى يستحكم نضجه كما قلنا على التمام فإنك إن بططته قبل ذلك طال سيلان الصديد منه وكان كثير الوضر والوسخ وربما صلبت شفتاه وغوره، وبعض الأورام قد تبط على عرض البدن عند الضرورة او على حسب ما يحتاج اليه العضو، وينبغى أن تستعمل فى الأورام الصغار بطا واحدا وفى الأورام الكبار بطا واسعا او شقوقا كثيرة على قدر عظم الورم، وقد يكون من الأورام ما ينبغى أن يقور الجلد ويقطع اذا كان قد صار كالخرقة وصار فى حد ما قد مات مثل ما يعرض فى كثير من الدبيلات والمخابئ، ومنها ما يشق شقا ذا ثلاث زوايا ومنها ما يقطع منه كشكل ورقة الآس كورم الأربية ومنها ما يستعمل فيه الشق المستدير والشق الهلالى ونحوها من الشقوق، وما لم يكن له رأس مثل الأورام الملس المسطحة فينبغى أن يبط بطا بسيطا فقط، وينبغى اذا كان الورم عظيما وقد جمع مدة كثيرة وبططته أن لا تبادر فتخرج القيح كله فى ذلك الوقت بل أخرج منه بعضه ثم شد الورم الى يوم آخر ثم أخرج بعض القيح أيضا تفعل ذلك مرارا على تدريج حتى تخرج جميعه ولا سيما إن كان العليل ضعيف القوة او امرأة حاملا او طفلا صغيرا او شيخا هرم فإن الروح الحيوانى كثيرا ما ينحل مع خروج القيح دفعة فربما مات العليل وأنت لاتشعر فاحذر هذا الباب حذرا عظيما، وبعد بطك لهذه الأورام ينبغى أن تمسح الجرح وتنظر فإن كان جرح الورم صغيرا او كان الشق واحدا بسيطا فاستعمل الفتل من الكتان او القطن البالى وإن كان الورم عظيما وكانت شقوق البط كثيرة فينبغى أن تدخل فى كل شق فتيلة حتى يصل بعضها الى بعض، وإن كان الورم قد قطعت من الجلد بعضه او قورته فينبغى أن تحشوه بالقطن البالى او بهدب الكتان من غير رطوبة وتشده الى اليوم الثالث ثم تنزعه وتعالجه بما ينبغى من المراهم حتى يبرأ، فإن عرض نزف دم فى حين عملك فاستعمل الماء البارد والخل بعد أن تشرب فيهما خرقة كتان وتحملها على الموضع من النزف مرات، فإن دام النزف فينبغى أن تستعمل التدبير والعلاج والذرورات التى وصفنا فى مواضع كثيرة من كتابنا هذا ومن التقسيم، فإن كنت فى زمن الشتاء وكان موضع الورم كثير العصب فينبغى أن تبل الرفائد بشراب وزيت حار وتضعها على الموضع، وإن كنت فى الصيف وكانت المواضع لحمية فينبغى أن تحمل الرفائد مشربة بماء وزيت او بشراب وزيت كل ذلك بارد حتى اذا كان اليوم الثالث كما قلنا فينبغى أن تحل الورم وتمسحه وتستعمل فى علاجه ما شاكله حتى يبرأ، فهذا ما تحتاج اليه من معرفة علاج الأورام على الجملة وأما طريق التفصيل فقد ذكرت كل ورم كيف السبيل الى علاجه مبوبا ملخصا،

Halaman 327