وإنا إليه راجعون، عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها» .
فانظر رحمك الله إلى ما آلت إليه، حين احتسبت وصبرت، ورضيت وركنت، واتبعت السنة، وقد تقدم نحو ذلك.
«وعن أبي سعيد الخدري ﵁ أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفذ ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» .
رواه البخاري ومسلم.
«وعن صهيب بن سنان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له» .
رواه مسلم.
«وعن أنس بن مالك ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله ﷿، قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر، عوضته منهما الجنة» - يريد عينيه - رواه البخاري.
«وعن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس ﵄ ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ﷺ، فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك.
فقالت أصبر، ثم قالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها» .
رواه البخاري ومسلم.
«وعن أبي سعيد وأبي هريرة ﵄ عن النبي ﷺ، قال: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» .
رواه البخاري ومسلم.
الهم: على المستقبل، والحزن: على الماضي، والنصب: التعب، والوصب: المرض.
1 / 136
الباب الأول - في المصيبة وحقيقتها وما أعد الله لمسترجعها
فصل - في كلمة " إنا لله وإنا إليه راجعون "
فصل - في تسلية أهل المصائب بالعلاج الإلهي والنبوي
فصل: في النظر في كتاب الله تعالى وسنة رسوله
فصل - في أن مرارة الدنيا هي حلاوة في الآخرة
فصل - في الاستعانة بالله والاتكال عليه والعزاء بعزائه
فصل - ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين
فصل - في البشارة لمن تذكر المصيبة فاسترجع
فصل - في الفرق بين تمتع الدنيا الفاني والآخرة الباقي
فصل - في أن يوطن الإنسان نفسه على توقع المصائب وأنها بقضاء الله وقدره
فصل - في أن لا ننكر وقوع المصائب في الدنيا بجميع أنواعها
فصل - في المصائب المختصة بذات الإنسان
فصل - في أن المصائب والمحن دواء للكبر والعجب
فصل - في اعتراض المصاب على الأقدار ودلالته بعبادته
فصل - في أن الأفضل إبدال الشكوى والأنين بذكر الله تعالى
فصل - في أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها
فصل - في أن من سلم أمره في مصيبته واحتسب لله عوضه خيرا منها
فصل - فيمن طلب المصائب وفرح بها رجاء ثوابها
الباب الثاني - في البكاء على المصيبة وما ذكر العلماء في ذلك
فصل - فيما روي على النبي ﷺ في البكاء على الميت
فصل - في التحذير مما يتفوه به المصاب من ألفاظ التظلم والشكوى
فصل - في البكاء والتأسف على من فرط في جانب الله تعالى
فصل - في أن الحزن لم يأمر به الله تعالى ولا رسوله ﷺ
الباب الثالث - في تحريم الندب والنياحة وشق الثياب
فصل - فيما ورد من تحريم ذلك، وما ورد من الوعيد عليه
فصل - فيما ورد من عذاب الميت بالنياحة
فصل - في أن البكاء لا ينفع الميت بل ينفعه العمل الصالح
فصل - في بيان أن الله سبحانه هو الفعال لما يريد
فصل - فيما يفعله الإنسان إذا أحس بدنو أجله
فصل - في قول النبي ﷺ: " إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه "
فصل - في أن ما أورده من الأحاديث لا يخالف قواعد الشرع
فصل - في وسوسة الشيطان للمريض ولأقاربه وأهله
فصل - فيما ذكر في النعي والمناداة على الميت
الباب الرابع - فيمن أصيب بفقد ثلاثة من الولد فأكثر والبشارة له بذلك
فصل - فيمن أصيب بأربعة من الأولاد
الباب الخامس: فيمن أصيب بفقد ولدين والاحاديث الواردة فيه
الباب السادس - فيمن أصيب بفقد ولد واحد
فصل - في بشارة من مات ولده وصبر
فصل - في الثواب على الولد الصغير والشيخ البالغ
فصل - في التأسي ببعض ما كان يفعله الصحابة والتابعون إذا نزلت بهم المصائب
فصل - في البشارات الهائلة لمن أصيب بمصيبة وإن لم تكن في ولده
الباب السابع: في ذكر السقط وثوابه، وزيارة القبور
فصل - في زيارة القبور وحكمها
الباب الثامن: في تطييب خاطر الوالدين على الأولاد
فصل - في معنى الفطرة التي نشأعليها كل مولود من بني آدم من ذكر وأنثى
فصل - في اختلاف العلماء في معنى الفطرة
الباب التاسع: فيمن مات له طفل رضيع أنه يكمل رضاعه في الجنة
فصل - في شفاعة الأطفال الرضع لوالديهم
الباب العاشر: في أنه يصلى على كل مولود مسلم ويدعى لوالديه
الباب الحادي عشر: في استحباب اصطناع الطعام لأهل المصيبة
الباب الثاني عشر: في الذبح عند القبور وكراهة صنع الطعام من أهل المصيبة
الباب الثالث عشر: في الثناء الحسن على الميت، وذكر محاسنه والسكوت عن مساويه
فصل: بشارة للمؤمن بعمله الصالح
فصل: في الكف عن ذكر مساوي الأموات
الباب الرابع عشر: في فرح العبد وتسليته بكونه من أمة محمد ﷺ
الباب الخامس عشر: في استحباب التعزية لأهل المصيبة والدعاء لميتهم
فصل - في استحباب تعزية أهل الميت ووقتها
فصل: فيمن يكره تعزيتهم من أهل الميت وخاصة من النساء
فصل: فيما يفعله بعض الناس من الجلوس عند القبر يوم الدفن وبعده
فصل: فيما يجوز أن يلبسه المصاب وزيه
فصل: في أن التعزية قبل الدفن أو بعده
فصل: في الألفاظ التي وردت في التعزية عن النبي
فصل: فيما يقال عند العلم بوفاة أحد المؤمنين
فصل - فيما نقل إلينا من ألفاظ التعزية عن السلف والخلف
الباب السادس عشر: في وجوب الصبر على المصيبة
الباب السابع: فيما ورد بالصبر على المصيبة
فصل - في كلام السلف في الصبر
الباب الثامن عشر: في أن الشخص لا يستغني عن الصبر لا في المصيبة ولا في غيرها
فصل: في الحالات التي يحتاج فيها العبد إلى الصبر
فصل: في مشقة الصبر على السراء أيضا
فصل - في التحذير من فتنة المال والأزواج والأولاد
الباب التاسع: في أن الصبر من أشق الأشياء على النفوس
فصل: في عقوبة من لم يصبر مع تمكنه من الصبر
فصل: في علامات الصبر ورضا النفس عن قضاء الله تعالى
االباب العشرون: في الرضا بالمصيبة
فصل: في أقوال السلف والخلف في الرضا
فصل - فيما سنه رسول الله ﷺ لأهل المصيبة وما نهى عنه
فصل - في تحقيق الرضا وأنه من عمل القلب
الباب الحادي والعشرون: فيما يقدح في الصبر والرضا وينافيهما
فصل: في أن شق الثياب ولطم الخدود ينافي الصبر والرضا
فصل: في البكاء والحزن الصامت لا ينافي الرضا والصبر
فصل - في أن من يبتلي بالمصائب هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين
فصل - في أن الشكوى والتحدث بالمصيبة ينافي الصبر والرضا
فصل - في أن الله ﵎ يختبر عباده بالمصائب
الباب الثاني والعشرون: هل المصائب مكفرات أم مثيبات
فصل - في سياق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀
فصل - في قوله أيضا ﵀ في أن المصائب نعمة من نعم الله تعالى
الباب الثالث والعشرون: في الصدقة عن المصاب به وأفعال البر عنه
فصل: في ذكر اختلاف الناس في وصول ثواب إهداء القرب إلى الموتى
فصل: في الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب
فصل - من الأدلة المستحسنة قوله ﷺ في الأضحية: بسم الله والله أكبر
فصل - في قوله تعالى " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
فصل - في أن الدفن بجوار الصالحين يجلب نوال بركتهم
فصل: في استحباب القراءة عند القبر وما ورد فيها
فصل - فيما نص عليه الإمام أحمد بن حنبل في استحباب الدعاء للميت عقب دفنه
فصل - هل يصح إهداء ثواب نوافل العبادات للمسلم الحي؟
الباب الرابع والعشرون: في ذكر عمارة القبور
فصل - في أن العمارة ليست من الظاهر بل عمارة الأحياء والأموات في الباطن
فصل - في بكاء عثمان ﵁ على القبور
فصل - في عدم استطاعة التمييز بين السعيد والشقي في القبر
الباب الخامس والعشرون: في أن الله يثبت الذين آمنوا عند المسألة
فصل - في أن النار والخضرة في القبر ليست كمثلها في الدنيا
فصل - في البرزح والبحث في ماهيته
فصل: في عرض أعمال الأحياء على أقاربهم الأموات
فصل - في تلقين الصغار وما قيل في التلقين عموما
فصل - في حياة الميت في قبره والخلاف في ذلك
الباب السادس والعشرون - في اجتماع الأرواح وهيئاتها، وأين محلها، والخلاف في ذلك
فصل: فيما جاء في أرواح الشهداء وغيرهم وأمكنتها
فصل - في بيان مستقر الأرواح واختلاف مساكنها
فصل - " في قوله ﷺ: الأرواح جنود مجندة " وكيفية ذلك
فصل - هل الأرواح محدثة عند خلق البدان أم قديمة
فصل - في دليل إضافة الروح إلى الله وتفسير تلك الإضافة
فصل - عن موت الأرواح والأبدان
فصل - في عذاب القبر على الروح والبدن
فصل: في عذاب القبر حق
فصل - في أن البلي يختص البدن
الباب السابع والعشرون: في عد الشهداء وفضلهم وأنهم أرفع درجات من الصالحين
فصل: في تسلية المصاب
فصل: في الشهادة المطلوبة: شهادة المعركة
الباب الثامن والعشرون: في ذكر الصراط ودرجات الناس في المرورعليه
فصل - في المرور على الصراط
الباب التاسع والعشرون: في ذكر سعة رحمة الله ومن مات على التوحيد
فصل - في رحمته وسعت كل شيء
فصل - في أن من مات موحدا داخل الجنة
الباب الثلاثون: في فضل الزهد في الدنيا والتسلية عنها والرغبة في الآخرة