92

Tasis Taqdis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Penyiasat

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠١م

السلام" ١. يدل على أن رد الروح يحصل حين السلام. وقال الله تعالى: ﴿قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء ٥٦-٥٧] . قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في الكلام على هذه الآية لما ذكر أن السلف من ذكر أن المراد بهم الملائكة، ومنهم من ذكر معهم الإنس كالمسيح وأمه وعزير، ومنهم من ذكر أنهم من الجن قال: إن السلف يذكرون جنس المراد من الآية على التمثيل كما يقول الترجمان لمن سأله عن لفظ الخبز فيريد رغيفا، والآية هنا قصد بها التعميم لكل ما يدعى من دون الله، فكل من دعا ميتا أو غائبا من الأنبياء والصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته هذه الآية كما تتناول من دعا الملائكة والجن، ومعلوم أن هؤلاء يكونون وسائط فيما يقدره الله بأفعالهم، ومع هذا فقد نهى عن دعائهم وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله، لا يرفعونه بالكلية ولا يحولونه من موضع إلى موضع ومن حال إلى حال كتغير صفته أو قدره، ولهذا قال ولا تحويلا، فذكر نكرة تعم أنواع التحويل وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن:٦] . كان أحدهم إذا نزل واديا قال: أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه. فقالت الجن: الإنس تستعيذ بنا. فازدادوا رهقا. قد نص الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا تجوز الاستعاذة بمخلوق، وهذا ما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق لما ثبت عنه ﷺ أنه استعاذ بكلمات الله وأمر بذلك، فإذا كان لا يجوز ذلك فأن لا يجوز٢ أن يقال أنت خير معاذ يستعاذ به أولى. فالاستعاذة والاستجارة والاستغاثة كلها من نوع الدعاء والطلب وهي ألفاظ متقاربة انتهى.

١ تقدم تخريجه ص ٩٠. ٢ في "أ" "فلأن لا يجوز".

1 / 103