Penyusunan Hari dan Usia dengan Biografi Sultan Malik Al-Mansur
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
Genre-genre
ومما قاله المملوك نشرة في صفة المرقب:
وهذه القلعة لها بالنجم مناط ، و بالسحاب ارتباط، ولها على الدهر اشتراط، ولبروجها بيروج السماء اختلاء واختلاط ؛ كم يسير إليها السهي، ولولا المغالاة واستغفر الله قلت تكاد تستظل بسدرة المنتهي ؛ كأنما الرياح لجيدها مخنقة، والغيوم لخصرها منطقة ؛ تجاور البحر، وكل الله القلاع المشربها، فأمست لنحر الأعداء عيدا فما هي إلا عيد النحر ؛ مصونة الشرح وكأنها ما تمناه فرعون على هامان من صرح ؛ أحسن الله بها للأمة المحمدية الإدراث، وجعل الموهبة بها بمساعدة الملائكة حسنة الاشتراك ؛ وما كانت المالك لتفخر بأن لها حصن أكراد إلا وتزاد من هذه حصن أتراك، قد أمن بأخذها من بلاد الدعوة النازح، والمقيم، وما كان ليكون لها کهن إلا ومن هذه لها رقيم، كم عاند أهل الكهف منها شيطان رجيم مريد، وكم شاهدوا منها كليا باسطا ذراعيه بالوصيد. كم سمح إخوة بيت الاسبتار في عمارتها من الفضة والذهب بما يوزن بالقنطار بعد القنطار .وكم كانوا إخوة وما تحاسبوا في الانفاق عليها حساب التجار. ما سمي بالمرقب إلا لأن الأهلة به ترف ومنه ترقب. وما نقب بالفتكات السلطانية إلا لأنه جوهرة قذفها البحر إلى ذلك الساحل والجوهرة لا يضمها الك حتي تنقب، تجاور رفعته الأفلان بأحاديثها، وتجاور القلك لتأثيثها، وتجاوز الحمر بما أباحته من سلب جماعتها وأخذ مواريثها.
ذكر شيء من أخبار حصن المرقب
قال المؤرخون: حصن المرقب هذا ما عمره المسلمون وهو بساحل جبلة. وهو حصن منيع لم ير مثله. ولما تكامل بناؤه في سنة أربع وخمسين وأر بعمانة أجمع أصحابه رأيهم على الحيلة بالروم فباعوم إياه بمال عظيم. و بعثوا منهم شيخا وولديه إلى أنطاكية رهينة فلما حصل المال عندهم مع الروم دشوا نحو ثلاثة راجل قتلوا الروم وأسروا كثيرة منهم وباعوم أنفسهم، وقدوا الشيخ وولديه. ولم يزل بيد المسلمين إلى أن وصل الفرنج الشام واستولوا على البلاد وضايقوه. فأرسل صاحبه - و يعرف بابن محرز - إلى أتابك طفدكين في سنة عشر وخمسمائة يعرض عليه تسلم حصن المرقب لاشتداد الغلاء به وعدم الأقوات وارسل القاضي أبا محمد بن الطليعة الذي كان صاحب جبلة - وهو يومئذ بدمشق - عرض الحصن عليه أيضا وهو بدمشق ويقول: إن لم تلحقونا أعطيناه للفرنج. فأشار أتابك طندكين على أبن الصليمة بأخذه، وأطمعه في أنه يستر جبلة به ووعده المونة. فخرج ان الصليعة إليه وابتاع له من حماة ومن شیزر ما يكفيه من الخلال عدة شهور، وتسله وتك أصحابه أولاد محرز في جانبه ممه حسما استقرت عليه الحال بينهم. وأقام به وامتدت بده و ید نوابه في عمل حيلة وطمعوا في أخذها. واتفق تلاف الزرع بالهواء في جميع الشام، وعدمت الأقوات، وذلك في سنة إحدى عشرة وخمسمائة. وكاتب ابن الصليعة أتابك طفدكين على يد ابن محرز صاحب الحصن يسأله المعونة بفلة تحمل إليه. واتفق في أثناء ذلك خروج روجار صاحب انطاكية إلى حماة ورفنية، خرج أتابك نحوها، وجرت بينهما مراسلات في الصلح: فقال له روجار: إن هذين البلدين قد لاح لي أخذها فاشترها مني بالمرقب فصالحه على ذلك ودفع إليه أربعة من خواص أصحابه رهينة على الوفاء، وعاد روجار إلى أنطاكية وراسل الذين بالمرقب أتابك وأمرهم بالتسليم للفرنج على غير قاعدة ولا تمريض. فارتاعوا لذلك ولم يلتفتوا إلى هذه الرسالة وصرفوا رسله والفرنج .واشنن ابن الصليبية من أهل بلاد الرقب، فاستدعى ابن عمرون من الكهف وخرج من المرقب وسار معه إلى الكهف، فوثب أهل الرقب على ما كان لابن الصليمة فنهبوه، وكان ابن محرز قدسر والده قبل ذلك إلى دمشق رهينة، فلم يلتفت إلى أن والده رهينة بدمشق، وشرع ابن محرز في مراسلة الفرنج في بلنياس في تسليمه إليهم و یکون أهله في جانب منه فأجابوه وسلموا المرقب منه. و بعد أيام يسهرة أخرجوه منه وعوضوه بالمنيقة وشحنوا المرقب بالفرنج والأرمن، وأخذوا بعد ذلات حصن القليعة وحصن الحديد من جبل بهرا، أحدهما نسلم والآخر حرب أهلي، فأخذوه. وطاب روجار من الرهائن عشرة آلاف دینار، فراسلهم أتابك، وقال قد تسكتم الحصن ولولا أنني قطعت آمالهم لم يسلوه، فلي يلتفتوا إليه وعاقبوا الرهائن، وقتلوا بعضهم، و باعوا بعضهم، وحصلوا على الأمن والمال، و بقي جمرة في حشي البلاد، ومقاعد لقتال المباد، حتی حمل في يد مولانا السلطان، والحمد لله على ذلك.
Halaman 85