وقدْ خرمَ الغربَ الثريا كأنها ... بهِ رايةٌ بيضاءُ تخفضُ للطعنِ
وقال ابنُ المعتز نحوه
وقدْ هوى النمُ والجوزاءُ تتبعهُ ... كذاتِ قرطٍ أدارتهُ وقد سقطا
وله أيضًا العميق
وترومُ الثريَّا ... في الغروبِ مراما
كانكبابِ الطمرِّ ... كادَ يلقِي لجاما
وله
وقدْ سقانِي المدامَ والليلُ بالصبحِ مؤتزرْ
والثُّريَّا كنورِ غصنٍ على الغربِ منتثرْ
وقال أبو النجمِ في إصغاء الشمس للغروب
حتى إذا المسُ اجتلاها المجتلي ... بين حفافيْ شفقٍ مهولِ
فهيَ على الأفقِ كعينِ الأحولِ ... صغواءُ قدْ كادتْ ولمّا تفعلِ
وقال أيضًا
صبَّ عليهِ قانصٌ لما غفلْ ... والشمسُ كالمرآةِ في كفِّ الأشلْ
وقال العلوي الأصبهاني
ومجلسِ شربٍ جئتهُ متطربًا ... عشاءُ وعينُ الشمسِ في الأفقِ تنعسُ
وقال ابنُ الرومي في هذا المعنى
كأنَّ جنوحَ الشمسِ ثمَّ غروبها ... وقدْ جعلتْ في مجنحِ الليلِ تمرضُ
تخاوصُ عينٍ من أجفانَها الكرى ... يرنقُ فيها النومُ وهيَ تغمضُ
وقال ابنُ المعتز
تظلُّ الشمسُ ترمقنا بلحظٍ ... مريضٍ مدنفٍ من خلفِ سترِ
تحاولُ فتقَ غيمٍ وهو يأبَى ... كعنينٍ يريدُ نكاحَ بكرِ
وفي طلوع الشمس من خلال السحاب يقول ابن الرومي
واليومُ مدجونٌ فحرتُهُ ... فيه بمطلعٍ ومحتجبِ
ظلتْ تساترُنا وقدْ بعثتْ ... ضوءَ يلاحظنا بلا لهبِ
وقال ذو الرمة يصف امرأة
تريك بياضَ لمتها وجههًا ... كقرنِ الشمسِ أفتقَ ثم زالا
أصابَ خصاصةً فبدا كليلًا ... كلا وانغلَّ سائرهُ انغلالا
وقال ابن الرومي في غروب الشمس
إذا رتقتْ شمسُ الأصيل ونفضتْ ... على الأفقِ الغربيِّ ورسًا مزعزعا
وودعتِ الدنيا لتقضِي نحبها ... وشولَ باقِي عمرها وتشعشعا
ولاحظت النوارَ وهي مريضةٌ ... وقدْ وضعتْ خدًا على الأرضِ أضرعا
كما لاحظتْ عوادهُ عينُ مدنفٍ ... توجعَ من أوصابهِ ما توجعا
وظلتْ عيونُ النورِ تخضلُ بالندَى ... كما أغرورقتْ عينُ الشجيِّ لتدمعا
وبينَ إغماءُ الفراقِ عليهما ... كأنهما خلاّ صفاءٍ تودعا
وقال آخر في دارةِ الشمس
والشمسُ معرضةٌ تمورُ كأنّها ... ترسٌ يقبلهُ كميٌّ رامحُ
وقال ابن المعتز في الهلال
ما ذقتُ طعم النوم لوْ تدرِي ... كأنَّ أحشائي على جمرِ
من قمرٍ مستبرقٍ نصفهُ ... كأنهُ محرقةُ العطرِ
وقال أيضًا
أهلًا بفطرٍ قدْ أنارَ هلالهُ ... فالآنَ فاغدُ على المدامِ وبكرِ
وانْظرْ إليهِ كزورقٍ من فضةٍ ... قدْ أثقلتهُ حمولةٌ منْ عنبرِ
وقال آخرُ
وقدْ لاحَ ضوءُ البدرِ آخرَ ليلةٍ ... على قمةٍ كأنهُ نصفُ دملجِ
وقال ابن المعتز
في ليلةٍ أكل المحاقُ هلالها ... حتى تبدَّى مثلَ وقفِ العاجِ
وأنشدنا ثعلب المتقارب
كأنَّ ابنَ مزنتها جانًا ... فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصرِ
وقال ابن المعتز
وجاءني في قميصِ الليلِ مستترًا ... يستعجلُ الخطوَ منْ خوفٍ ومنْ حذرِ
ولاحَ ضوءُ هلالٍ كادَ يفضحهُ ... مثل القلامةِ قد قدتْ من الظفرِ
وقال أيضًا
إذا الهلالُ فارقتهُ ليلتهْ ... صارَ لمنْ يبصرُ وينعتهْ
كأنهُ أسمرُ شابتْ لحيتهْ
وقال العلوي الأصبهاني
ما للهلالِ ناحلًا في المغربِ ... كالنونِ قد خطتْ بماءٍ مذهبِ
وقال الناجم
وعاذلٍ وسخَ إسمي وقدْ ... لامَ سحيرًا أيَّ توسيخِ
قلتُ لهُ للراحِ أنبهتنِي ... فهاتها وأغرَ بتوبيخِ
والبدرُ قدْ قابلنِي طالعًا ... كأنَّها حزةُ بطيخِ
وضمخَ الحائطَ جاديهُ ... لما تعالى أيَّ تضميخِ
وأنشدني أبو العسكرِ
وقومٍ همُ كانوا ملوكًا هديتهمْ ... ببيداءَ لا يبدو بها ضوءُ كوكبِ
ولا قمرٌ إلا صغيرًا كأنهُ ... قلامةُ أظفورِ الفتاةِ المخضبِ
باب) ٣ (في
وضوح الصبح
ومن حسن التشبيه في وضوح الصبح قول ذي الرمة
1 / 3