141

هو يقول لأخيه محمد بن الحنفية في وصيته له :

«

** إني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ولا مفسدا ، ولا ظالما ، وإنما

خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ، وهو خير الحاكمين

فالإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله هو هدفه من الثورة.

ثم إنه لم يقل : فمن قبلني لشرفي ، ومنزلتي في المسلمين ، وقرابتي من رسول الله ، وما إلى ذلك ... لم يقل شيئا من هذا .. إن قبوله يكون بقبول الحق فهذا داع من دعاته ، وحين يقبل الناس داعي الحق فإنما يقبلونه لما يحمله إليهم من الحق والخير ، لا لنفسه ، وفي هذا تعال وتسام عن التفاخر القبلي الذي كان رأس مال كل زعيم سياسي أو ديني في عصره عليه السلام .

وظهر العنصر الاجتماعي في ثورة الحسين أيضا حين التقى مع الحر بن يزيد الرياحي ، وقد كان ذلك بعد أن علم الحسين بتخاذل أهل العراق عنه بعد بيعتهم له ، وبعد أن انتهى إليه نبأ قتل رسوله وسفيره إليهم مسلم بن عقيل ، وبعد أن تبين له ولمن معه المصير الرهيب الذي ينتظرهم جميعا ، فقد خطب الجيش الذي مع الحر قائلا :

«

** أيها الناس إن رسول الله

** قال : من رأى سلطانا جائرا ، مستحلا لحرام الله ناكثا لعهد

الله ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله

Halaman 145