131

بين يدي المتوكل ، والمغنون يغنون : أقبل البطين خليفة المسلمين! وهم يعنون عليا أمير المؤمنين ، والمتوكل يشرب ويضحك ، وفعل ذلك يوما وابنه المنتصر حاضر ، فقال لأبيه : إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك ، وشيخ أهل بيتك ، وبه فخرك ، فكل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله ، فقال المتوكل للمغنين : غنوا :

غار الفتى لابن عمه

رأس الفتى في حر أمه

وسمعه يوما يشتم فاطمة بنت الرسول ، فسأل أحد الفقهاء ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أن من قتل أباه لم يطل عمره ، فقال المنتصر : لا أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول عمري ، فقتله ، فعاش بعده سبعة أشهر (1).

ومن جرائم المتوكل إشخاصه الإمام الهادي عليه السلام إلى عاصمة ملكه سامراء ليكون تحت رقابته بعديدا عن قاعدته في المدينة معزولا عن شيعته ومواليه بعد أن سعى عماله في المدينة ومنهم عبدالله بن محمد بن داود بأبي الحسن الهادي عليه السلام إلى المتوكل ، هذا فضلا عن حقد المتوكل وبغضه لأهل البيت عليهم السلام ، قال سبط ابن الجوزي : «إنما أشخصه المتوكل إلى بغداد ، لأن المتوكل كان يبغض عليا عليه السلام وذريته ، فبلغه مقام علي عليه السلام بالمدينة وجعل الناس إليه فخاف منه» (2).

وقد تحمل الإمام الهادي عليه السلام في سامراء من المتوكل وزبانيته أنواع

Halaman 135