200

Tasawuf

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

Genre-genre

ثم قاده الغرور إلى التزيد فقال: «واتفق لي مع بنت كانت ترضع عمرها دون السنة. فقلت لها: يا بنية - فأصغت لي - ما تقولين في رجل جامع امرأته فلم ينزل، ما يجب عليه؟ فقال: يجب عليه الغسل، فغشي على جدتها من نطقها. هذا شهدته بنفسي».

3

وقد مرت الأجيال الطوال ولم يشهد أحد بنفسه ما شهد ابن عربي بنفسه، فهي دعوى أعرض من الصحراء.

شعره ونثره

على أنه لا ينبغي أن نسرف في تعقب ابن عربي، فهذه الشطحات تقبل من رجل مثله كان يملك ناصية العلوم الشرعية والعقلية، وكان الزهو يقوده إلى الغفلة في بعض الأحيان.

لا ينبغي أن ننسى أن شخصيته في البحث والاجتهاد كان لها جلال، وكان يستطيع أن يقول: «اتفق المسلمون على أن التوجه إلى القبلة - أعني الكعبة - شرط من شروط صحة الصلاة، فلولا أن الإجماع سبقني في هذه المسألة لم أقل: إنه شرط، فإن قوله تعالى:

فأينما تولوا فثم وجه الله

نزلت بعده وهي آية محكمة غير منسوخة».

4

وهذه النظرة فيها ما فيها من قوة الشخصية، ولو مضينا نتعقب دراساته الفقهية لرأينا لهذه النظرة كثيرا من الأشباه والأمثال، وهو في دراساته الفقهية يتلمس مسالك التصوف، ويجعل في كل مبحث مجالا لأرباب القلوب.

Halaman tidak diketahui