Tasawuf dan Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Genre-genre
5
ويروي لنا المناوي في طبقاته الكبرى أن زعامة التصوف قد آلت بعد الفتح العثماني إلى رجلين يمثلان المعسكرين: معسكر التصوف العلمي الرباني، ومعسكر الأدعياء الجهلة، هما: الشعراني، ومحمد كريم الخلوتي.
ثم يقص علينا المناوي قصة اللقاء بين الرجلين الزعيمين.
قال المناوي: «سأل الشعراني الخلوتي عن مسألة في الوضوء، فأعلن هذا جهله بها رغم زعامته، ورغم ما أصاب من شهرة بين الناس والأمراء، فقال له الشعراني: إنك لا تصير صوفيا بغير علم، فقال الخلوتي: علمني، فشرع الشعراني في تعليمه، ثم زاره مرة ثانية ليواصل تعليمه، فأغلق هذا باب زاويته في وجهه، فعاد مرة ثالثة عسى أن يتمكن من تعليمه، فأساء الخلوتي استقباله وأغلق الباب في وجهه، وقال لمريديه ساخرا: إن الشيخ الشعراني طلب أن يجعلني فقيها وأنا صوفي، قال الشعراني: ففهمت من كلامه أنه اعتقد أني دعوته إلى أمر فيه نقص. وقد أخذ الخلوتي ومريدوه يهزءون بالشعراني ويقولون: إنه يريد أن يجعلنا فقهاء مثله.»
6
ويصف لنا الأستاذ «إدوار لين»، الذي زار مصر بعد انقضاء العصر العثماني بنيف وعشرين عاما، في كتابه القيم عن مصر خلال هذا العهد، زعماء التصوف في هذا العصر وصفا عجبا، يقول: «ومعظم الأولياء المعروفين في مصر مجانين أو مخابيل أو دجالون، يسير بعضهم في الشوارع عاريا كامل العري، فيلقى من الناس كل الاحترام والتوقير، حتى إن النساء لا يتجنبن الاتصال بهم، بل يؤذن لهؤلاء الجبناء أحيانا بأن يكونوا معهن على قارعة الطريق أحرارا كاملي الحرية، ولا يعتبر هذا في عرف الطبقة الدنيا من الشعب معرة ولا منقصة، بل هم يؤولون ما يشاهدون، وما أعجب تأويلهم!»
7
هذا موقف الشيوخ والزعماء. أما موقف المريدين والأتباع فيكفي أن نقول: إن أحدهم احتاج إلى المال في تزويج ابنة له، فمضى إلى أحد التجار ملتمسا قرضا في نظير رهينة من شعر أخذه من رأس شيخه، فقال له التاجر ساخرا متهكما: لو أعطيتني إردبا من شعر شيخك ما أخذته بدانق.
ولم يحزن المريد لحرمانه من المال، بل كان حزنه الأكبر لسخرية الناس من شعر شيخه المقدس الذي لا يقدر بمال!
رأى الشعراني ذلك البلاء المحيط بالأمة الإسلامية في مصر، فسدد قلمه وأرسل لسانه في ثورة ملتهبة وحملة صادقة تجتث أصول هذا البلاء، وتحطم صرح هذا البهتان.
Halaman tidak diketahui