Tasawuf dan Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Genre-genre
ولكن المستشرق «فولرز» يسخر من هذا القول قائلا: «إن حياة الشعراني كانت زاخرة بالعبادة، حافلة بالتعليم، فلم يكن من الميسور أن يجد وقتا يحترف فيه عملا.»
ولست أدري من أين جاء المستشرقان بتلك الأقصوصة وتاريخ طفولة الشعراني صريح في أنه لم يضيع لحظة واحدة في غير العلم والعبادة؛ فقد حفظ القرآن وهو في سن التمييز، كما يقول، ودرس كتب النحو قبل العاشرة.
فهل هذا تاريخ رجل وهب نفسه للعلم والعبادة، أم تاريخ من يشتغل بالارتزاق من الحياكة؟ والشعراني يقول في صراحة: إن من منن الله عليه «أنه لم تكن هناك عوائق دنيوية تعيقني عن طلب العلم والعبادة، وكانت القناعة من الدنيا باليسير سداي ولحمتي، وهذه القناعة أغنتني عن الوقوع في الذل لأحد من أبناء الدنيا، ولم يقم لي أنني باشرت حرفة ولا وظيفة لها معلوم دنيوي من منذ بلغت، ولم يزل الحق تعالى يرزقني من حيث لا أحتسب إلى وقتي هذا، وعرضوا علي الألف دينار وأكثر فرددتها ولم أقبل منها شيئا، وكان التجار والكبراء يأتون بالذهب والفضة فأنثرهما في صحن جامع العمري فيلتقطه المجاورون.»
وجرى رجال التاريخ على أنه انتقل إلى القاهرة مع والده، وأن والده قد سعى له حتى أدخله الأزهر الشريف.
وتلك الروايات أيضا تنحرف عن الحق وتجانب الصواب، فإن الشعراني - وهو أصدق من يؤرخ لنفسه - يقول في المنن: «إنه حفظ في قريته القرآن الكريم وهو في باكورة طفولته، ثم حفظ «أبو شجاع» والأجرومية ودرسهما على أخيه الشيخ عبد القادر بعد وفاة والده.»
وإذن فقد مات والده، كما ماتت والدته، قبل حضوره إلى القاهرة، وكان هذا - كما يقول - من منن الله عليه؛ إذ نشأ يتيما من الأبوين، فكان نصيره ووليه الله.
ولقد مات والده عام سبع وتسعمائة للهجرة، ودفن في زاويته بساقية أبي شعرة، وتاريخ انتقال الشعراني إلى القاهرة كما أرخه بنفسه يأتي بعد تاريخ وفاة والده بثلاثة أعوام.
الشعراني في القاهرة
مات أبوه وتركه طفلا يتيما فقيرا، ولكن هذا الطفل اليتيم الفقير كان عجبا، كان عابدا متبتلا مستغرقا في صلواته وأذكاره استغراقا لا يعرف في مثل سنه، وحسبك أنه كان يقوم الليل وهو في الثامنة من عمره.
وكان يؤمن في أعماق نفسه بأنه قد حف بعناية ربانية تعصمه من النقص في دينه، كما تعصمه من السوء في حياته.
Halaman tidak diketahui