Tasawuf: Revolusi Rohani dalam Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Genre-genre
لأن الحقيقة كانت غالبة على قلبه فلم ير شيئا آخر سوى الله، أو لم ير شيئا آخر بعين الغيرية، بل رأى ما رأى بعين الجمع.
وهكذا يجعل الهجويري من الأنبياء صوفية من طراز خاص غير طراز أولياء الصوفية. يجعل منهم صوفية واصلين إلى الله منذ بداية أمرهم، مشاهدين له في كل شيء بمحض طبيعتهم. أما أولياء الصوفية، فهم سالكون لا يزالون يشقون طريقهم إلى الله ويطلبون مشاهدته والوصول إليه، وليس السالك في الطريق كمن وصل إلى نهايته، ومن هنا كان الأنبياء أفضل من الأولياء. أما المعتزلة فيتنكرون فكرة المفاضلة من أساسها ويقولون لا مؤمن أفضل من مؤمن ، والإيمان هو الأساس الجامع بين المؤمنين. بل هم ينكرون الولاية نفسها ويقولون إن المؤمنين جميعا أولياء الله لو كانوا مؤمنين حقا، ولو كانت الولاية تقتضي الكرامة لأعطيت الكرامة لكل مؤمن؛ لأن الإيمان هو الأصل والكرامة فرع عنه، والمشاركة في الأصل يقتضي المشاركة في الفرع.
ولابن عربي مذهب خاص في الولاية يختلف عن كل ما ذكرناه، كما أن له وجهة نظره في المفضالة بين الرسالة والنبوة من جهة، والولاية من جهة أخرى.
ليس المفهوم من الولاية في مذهبه القداسة ولا المبالغة في التقوى، وإن كانت هاتان الصفتان مما يمتاز به بعض الأولياء، ولكن أخص صفات الولاية عنده «المعرفة» أو العلم الباطن. «فالولي» على ذلك اسم مرادف للعارف بالله، وهو يستعمل هذا الاسم استعمالا واسعا يدخل فيه الأنبياء والرسل كما يدخل في الأولياء الذين منهم «الأفراد» و«الأمناء» و«الأبدال» و«الورثة» وغيرهم.
16
فالرسول ولي من حيث معرفته بأمور الغيب، ورسول من حيث أنه مكلف بتبليغ رسالة إلى الخلق، والنبي ولي من حيث علمه بالغيب أيضا، وكذلك الحال في بقية السلسلة التي أسلفنا ذكرها.
فالولاية إذن هي أساس المراتب الروحية كلها، وهي العنصر المشترك بينها. ثم إنها في الأصل صفة من صفات الله الذي أخبر عن نفسه بأنه «الولي»، ولا يصح إطلاقها إلا على الكاملين من الناس الذين حققوا وحدتهم الذاتية مع الحق، ومن صفاتها الثبات والدوام بخلاف الرسالة ونبوة التشريع فإنهما تنقطعان.
ويطلق ابن عربي على الولاية بهذا المعنى اسم «الخلافة العامة» وهي الخلافة الحقيقية التي على رأسها «الروح المحمدي»، وهو منبع العلم الباطن لجميع الأنبياء والأولياء.
أما من حيث المفاضلة بين الرسول والنبي من جهة، والولي من جهة أخرى، فيرى ابن عربي أن كل رسول وكل نبي فإنما هو ولي أولا ورسول أو نبي ثانيا، وأن كل رسول ونبي من حيث هو ولي أفضل منه من حيث هو رسول أو نبي، ومن ظن أن ابن عربي يقول بأفضلية الولي على الرسول أو النبي إطلاقا، بمعنى أن كل ولي أفضل من كل رسول أو نبي، فقد أخطأ فهمه، يقول الشعراني: «إن الشيخ (يعني ابن عربي) لم يقل ذلك (أي إن الولي أفضل من الرسول أو النبي)، وإنما قال: «اختلف الناس في رسالة النبي وولايته أيهما أفضل، والذي أقول به إن ولايته أفضل لشرف المتعلق ودوامها (أي دوام الولاية) في الدنيا والآخرة، بخلاف الرسالة فإنها تتعلق بالخلق، وتنقضي بانقضاء التكليف.» انتهى، ووافقه على ذلك الشيخ عز الدين بن عبد السلام. فالكلام في رسالة النبي مع ولايته لا في رسالته ونبوته مع ولاية غيره: فافهم.»
17
Halaman tidak diketahui