Tasawuf: Revolusi Rohani dalam Islam
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Genre-genre
وكلهم مجمع على أن الله كعبة آمال السالكين، وأن محبته خير طريق مؤدية إليه، ولكنهم يختلفون في تصوير العلاقة بين المحب والمحبوب والصلة بين المحبة وغيرها من مظاهر الحياة الروحية وأثرها في الأخلاق الصوفية بوجه عام.
ونستطيع أن نقسم نظريات الصوفية في الحب الإلهي إلى قسمين كبيرين: أولهما النوع الخالص أو البحت الذي لا دخل للفلسفة فيه، وثانيهما النوع الذي يتسم بسمة وحدة الوجود أو ما يقرب منها كمذهب القائلين بالاتحاد أو بالحلول.
المحبة الإلهية في التصوف البحت
ظهر هذا النوع من المحبة الإلهية في جميع عصور التصوف وتكلم فيه كل صوفي صفت له الحال - حد قول الغزالي - وكان له نصيب من حياة الكشف والإشراق، ولكن من المستحيل علينا أن نناقش هنا أقوالهم جميعا أو أقوال أكثرهم فهي مما لا يدخل تحت حصر نثرا ونظما؛ ولذلك سنقصر كلامنا على أقوال عدد قليل من الصوفية ممن كانت لهم نظريات خاصة في المحبة الإلهية لها أثرها في الأوساط الصوفية من بعدهم، وقد اخترنا لهذا الغرض أربعة من رجال القرن الثالث، وهو العصر الذهبي للتصوف الإسلامي البحت، هم: الحارث المحاسبي (المتوفى سنة 243)، وأبو القاسم الجنيد (المتوفى سنة 298)، وذو النون المصري (المتوفى سنة 245)، وأبو يزيد البسطامي (المتوفى سنة 260)؛ وواحد من متصوفة القرن السابع هو سلطان العاشقين الصوفي الشاعر الكبير عمر بن الفارض (المتوفى سنة 632). (1) الحارث المحاسبي
هو أعظم مؤلف صوفي في القرن الثالث الهجري، وأستاذ الغزالي في معالجة المسائل الصوفية وعرضها وتحليلها وتعميق معانيها والربط بينها وبين المعاني الدينية الإسلامية. فكتابه «الرعاية» من المصادر الرئيسية التي يظهر أثرها بوضوح في كثير مما ذكره الغزالي في إحيائه. أما أقواله في المحبة الإلهية خاصة فقد أفرد لها رسالة عنوانها «في المحبة»، ضاع أصلها ولم يبق منها إلا شذرات حفظها لنا أبو نعيم الأصفهاني في كتاب «الحلية»،
1
وفي هذا النص الدقيق الهام يتكلم المحاسبي عن «المحبة الأصلية» وعن الصلة بين المحبة والشوق ونور كل منهما في القلب، وعما يطفئ هذا النور بعد إسراجه، وما يترتب على ذلك الانطفاء من آثار، فيقول ردا على سؤال سأله بعض أصدقائه عن المحبة الأصلية: (هي) حب الإيمان، وذلك أن الله تعالى قد شهد للمؤمنين بالحب فقال:
والذين آمنوا أشد حبا لله ،
2
فنور الشوق من نور المحبة، وزيادته من حب الوداد، وإنما يهيج الشوق في القلب من نور الوداد، فإذا أسرج الله ذلك السراج في قلب عبد من عباده لم يتوهج في فجاج القلب إلا استضاء به، وليس يطفئ ذلك السراج إلا النظر إلى الأعمال بعين الأمان، فإذا أمن على العمل من عدوه، لم يجد لإظهاره
Halaman tidak diketahui