Jalan Ikhwan Safa: Pengenalan kepada Gnosis Islam
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genre-genre
فإن كان الإنسان قد ارتاض فيما مضى من عمره، وتعلم علما من العلوم، وأدبا من الآداب، أو صناعة من الصنائع، أو تدين بمذهب من الآراء، أو عمل عملا من الأعمال يهدى به إلى طريق الآخرة وأمر المعاد، فإنه يرجى لتلك النفس أن تهتدي إلى الرجوع إلى عالمها النفساني ومحلها الروحاني، واللحوق بأبناء جنسها الذين مضوا قبلها، ووصلوا إلى هناك، وتخلصوا من دركات عالم الكون والفساد ... ... وقد تبين بما ذكرنا أن مكث الجنين في الرحم مدة ما، إنما هو لكي يتم الجسد وتستكمل صورة البدن، والغرض من ذلك أن المولود ينتفع بالحياة الدنيا بعد الولادة . وكذلك أيضا قد قال الحكيم: إن مكث الإنسان العاقل [في هذه الدنيا، و] الذي هو تحت الأمر والنهي، إما بموجب العقل أو بطريق السمع بأوامر الناموس ونواهيه، وفي طول عمره الطبيعي مدة ما، إنما هو لأن تتم فضائل النفس، وتستكمل أخلاقها المختلفة، ومعارفها الربانية، بالتأمل والبحث في النظر، والسعي والاجتهاد في العمل، كما ذكر في حد الفلسفة أنها التشبه بالإله بحسب طاقة الإنسانية، أو بما رسم في الناموس من الوصايا والأوامر والنواهي. كل ذلك لكي تستكمل النفس فضائل الملائكة فيها» (منتخبات من الرسالة 25، م2، ص417-455).
فالإنسان العاقل يستطيع والحالة هذه معرفة حقائق الوجود باستخدام عقله وبصيرته، والعمل وفق ما جاء به الحكماء والفلاسفة في عمره المديد في هذه الدنيا، لينتبه من نوم الغفلة ورقدة الجهالة، ويتهيأ لرحلة خلاص النفس من عالم الكون والفساد. ولكن الناس كلهم ليسوا مهيئين لمثل هذا الاعتماد على النفس، وكثير منهم لا يسمح له عمره القصير الذي لا يصل أقصى مداه بتحقيق هذا العرفان. وهنا يأتي دور الأديان المنزلة من السماء لأمثال هؤلاء: «اعلم يا أخي أن الله، جل ثناؤه، لما علم بأن أكثر الناس لا يعيشون أعمارا طبيعية على التمام، ولا يتركون في الدنيا زمانا طويلا تهذب فيه نفوسهم وتستكمل فضائلهم، لطف بهم من أجل ذلك، وبعث إليهم الأنبياء، والرسل واضعي النواميس بالوصايا والأوامر والنواهي والسنن الزكية والشرائع المرضية، إذا استعملوها على نحو ما رسم لهم استتمت فضائل نفوسهم، وتهذبت أخلاقهم، [حتى] وإن كانوا قصيري الأعمار ... فهذا هو حكم نفوس البالغين الذين هم تحت الأمر والنهي. وأما حكم نفوس الأطفال والمجانين [إذا قضوا]، فهي تنجو بشفاعة الآباء والأمهات والأنبياء والمرسلين» (25: 2، 454-455).
في معرفة الجسد وأحواله
لما كان الإنسان مثنويا في تكوينه، مؤلفا من جسد ونفس شريفة، فإن معرفته بجسده هي جزء لا يتجزأ من معرفته بنفسه. ومعرفة الجسد تبتدئ عند الإخوان من فهم كيفية تركيبه ووظائف أعضائه، بما فيها الدماغ والجملة العصبية، وتنتهي بآليات الإحساس والإدراك، ونظريتهم في المعرفة.
اعلم، وفقك الله، أن الإنسان إذا ادعى معرفة الأشياء وهو لا يعرف نفسه، فمثله كمثل من يطعم الناس وهو جائع، وكمثل من يداوي غيره وهو مريض سقيم عليل ... واعلموا أن اسم الإنسان إنما هو واقع على هذا الجسد الذي هو كالبيت المبني، وعلى هذه النفس التي تسكن هذا الجسد، وهما جميعا جزءان له وهو جملتهما والمجموع منهما، ولكن أحد الجزأين الذي هو النفس أشرف، وهو كاللب، والجزء الآخر الذي هو الجسد كالقشر ... فمن أجل هذا يحتاج كل إنسان أن يعرف نفسه بالحقيقة، ويحتاج في معرفة ذلك إلى أن ينظر فيه من ثلاثة أوجه:
أحدها:
النظر في حالات الجسد ما هو، وكيف هو من تركيب أجزائه وتأليف أعضائه، وما الصفات المخصوصة به خلوا من النفس.
والجهة الثانية:
النظر في أمر النفس مجردة من الجسد، وقواها وما هي، وكيف هي، وما الصفات المخصوصة بها.
والجهة الثالثة:
Halaman tidak diketahui