Jalan Ikhwan Safa: Pengenalan kepada Gnosis Islam
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genre-genre
وأيضا: «واعلم، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن شيعتنا وإخواننا المتفرقين في البلاد وسائر من ينسب إلينا، فهم في أحوالهم ومراتبهم على منازل ثلاث: فطائفة منهم خواص عقلاء، متدينون أخيار فضلاء، وطائفة منهم أغبياء أشرار أردياء، وطائفة بين ذلك متوسطون ...
إن من خواص إخواننا الفضلاء أنهم العلماء بأمور الديانات، العارفون بأسرار النبوات، المتأدبون بالرياضيات الفلسفية؛ وإذا لقيت أحدا منهم وأنست منه رشدا، فبشره بما يسره، وذكره باستئناف دور الكشف والانتباه، وانجلاء الغمة عن العباد بانتقال القرآن من برج مثلثات النيران إلى برج مثلثات النبات والحيوان، في الدور العاشر الموافق لبيت السلطان وظهور الأعلام.
واعلم أن من إخواننا وأهل شيعتنا طائفة أخرى بوجودنا شاكون، وفي بقائنا متحيرون فيما يعتقدون من موالاتنا، وطائفة أخرى موقنون ببقائنا لكنهم غافلون عن أمرنا غير عارفين بأسرارنا، وكلهم منتظرون لظهور أمرنا، مستعجلون لمجيء أيامنا، مشتهون نصرة أمرنا. فإذا لقيت منهم أحدا فبشره بما يسره، وأقر عينه بما يظنه بعيدا مما يؤلمه ... وذكر من وثقت بهم من إخواننا بما ألقينا إليك من علمنا ... وأخرج إليهم من رسائلنا ما ترغب نفوسهم فيه وترتاح إليه، وليكن ذلك على النظام والترتيب كما بينا لك. فلعلهم إذا استمعوا إليها وفهموا معانيها انتبهت نفوسهم من نوم الغفلة ورقدة الجهالة .
واعلم يا أخي بأن في الناس طائفة من أهل ملتنا مقرون بفضلنا وفضل أهل بيتنا، ولكنهم جاهلون بعلومنا غافلون عن أسرارنا وحكمتنا؛ فمن ذلك أنهم يجحدون وجودنا وينكرون بقاءنا، ومع هذا فإنهم يزرون بشيعتنا المقرين بوجودنا المنتظرين ظهور أمرنا، ومعاندون لهم متعصبون عليهم مبغضون لهم.
واعلم بأن أحد الأسباب في ذلك هو أن قوما من أشرار الناس جعلوا التشيع سترا لهم عما يحذرون من الآمرين عليهم بالمعروف والناهين لهم عن المنكر فيما يفعلون. وذلك أنهم يركبون كل محظور ويتركون كل مأمور به، وإذا نهوا عن منكر فعلوه، بارزوا بإظهار التشيع ... ومن الناس طائفة ينسبون إلينا بأجسادهم وهم براء بنفوسهم منا، ويسمون أنفسهم العلوية وما هم من العلويين ولكنهم من أسفل سافلين، لا يعرفون من أمرنا إلا نسبة الأجساد، ولا من القرآن إلا اسمه، ولا من الإسلام إلا رسمه ... ومن الناس طائفة قد جعلت التشيع مكسبا لها، مثل النائحة والقصاص، لا يعرفون من التشيع إلا التبري والشتم والطعن واللعنة والبكاء مع النائحة ...
ومن الشيعة من يقول إن الأئمة يسمعون النداء ويجيبون الدعاء، ولا يدرون حقيقة ما يقرون به وصحة ما يعتقدونه. ومنهم من يقول إن الإمام المنتظر مختف من خوف المخالفين، كلا بل هو ظاهر بين ظهرانيهم يعرفهم وهم له منكرون» (48: 4، 145-148).
إن الإشارة في هذا المقطع الأخير إلى الإمام الظاهر ليست إشارة إلى الإمام الإسماعيلي الفاطمي، للأسباب التي بيناها في الفصل السابق، ولم يكن في تلك الفترة من إمام شيعي يدعو إليها الدعاة بعد اختفاء الإمام الثاني عشر. من هنا، فلا بد أن يكون المقصود بالإمام تنظيم إخوان الصفاء نفسه. فهو الإمام وهو الهادي بتنظيمه الذي يتربع على قمته أربعون رجلا صالحا مختارين من أربعمائة تم اختيارهم من أربعة آلاف، من ورائهم شريحة لا نعرف عددها من الأنصار. وفوق هؤلاء جميعا يقوم أربعة أشخاص هم بمثابة الهيئة التنفيذية لهذه القيادة الجماعية التي لا تعترف برئيس ولا بسلطة إلا سلطة العقل. ويدعم رأينا هذا، أن الإخوان عبر رسائلهم كلها لم يظهروا دعوتهم لإمام ما سواء أكان هذا الإمام ظاهرا أم مكتوما، ولم يولوا مسألة الإمامة أهمية تذكر، على ما أشرنا إلى ذلك سابقا. وقد عبر الإخوان عن ذلك بشكل واضح عندما قالوا: «وليس كل أمر يتم بواحد من الناس بل ربما يحتاج فيه إلى الجمع العظيم. وخاصة أمر الناموس، وأقل ما يحتاج فيه إلى أربعين خصلة تجتمع في أحد من الأشخاص، أو أربعين شخصا مؤتلفي القلوب» (48: 4، 177). وبما أن خصال النبوة الأربعين لا يمكن أن تجتمع في واحد من الناس حتى يكون هاديا لهم بعد النبي
صلى الله عليه وسلم ، على ما قالوه لنا في مقطع أوردناه سابقا، فإن الرئاسة تبقى في هؤلاء الأربعين المؤتلفي القلوب، وهم بؤرة تنظيم إخوان الصفاء.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لم يصطدم هذا التنظيم الواسع الانتشار في العالم الإسلامي مع السلطة الزمنية في بغداد؟ ولماذا لم يلق إخوان الصفاء من عسف واضطهاد العباسيين ما لقيت جماعات وتنظيمات أخرى عديدة؟ والجواب عن ذلك واضح كل الوضوح، فالسلطة العباسية لم تكن معنية كثيرا بتحري ومراقبة الحركات الفلسفية والروحانية قدر عنايتها بتحري ومراقبة الحركات السياسية المعارضة التي تهدف إلى قلب نظام الحكم وإحلال تغييرات جذرية في المجتمع والسلطة عن طريق القوة. والإخوان لم يكونوا من دعاة الانقلاب على السلطة، ولم يخططوا للصدام معها، والمملكة التي دعوا إلى إخلالها كانت أقرب إلى مفهوم المسيح عن ملكوت الرب السماوي منها إلى المملكة السياسية الأرضية: «واعلم أيها الأخ البار الرحيم، أنا لا نكتم أسرارنا عن الناس خوفا من سطوة الملوك ذوي السلطنة الأرضية، ولا حذرا من شغب جمهور العوام، ولكن صيانة لمواهب الله عز وجل لنا كما أوصى المسيح قال: لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
واعلم أيها الأخ أنا لا نحسد ملوك الأرضين ولا نتنافس في مراتب أبناء الدنيا، ولكن نطلب الملك السماوي ومراتب الملائكة الذين هم أولو أجنحة مثنى وثلاث ورباع. لأن جوهرنا جوهر سماوي وعالمنا عالم علوي، ونحن ها هنا أسرى غرباء في أسر الطبيعة، غرقى في بحر الهيولى بجناية كانت من أبينا آدم الأول حين خدعه عدوه اللعين إذ قال: ... هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى »
Halaman tidak diketahui