Jalan Ikhwan Safa: Pengenalan kepada Gnosis Islam
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genre-genre
قال المجوسي: أما اعتقادي ورأيي، فهو أني أريد الخير لنفسي ولأبناء جنسي كلهم، ولا أريد لأحد سوءا، لا لمن كان على ديني ويوافقني، ولا لمن يخالفني ويضادني في مذهبي. فقال اليهودي له: وإن ظلمك وتعدى عليك؟ قال: نعم؛ لأني أعلم أن في هذه السماء إلها خبيرا فاضلا عادلا حكيما عليما لا تخفى عليه خافية في أمر خلقه، وهو يجازي المحسنين بإحسانهم، ويكافئ المسيئين على إساءتهم. فقال اليهودي للمجوسي: فلست أراك تنصر مذهبك وتحقق اعتقادك. فقال المجوسي: وكيف ذلك؟ قال: لأني من أبناء جنسك، وأنت تراني أمشي متعوبا جائعا ، وأنت راكب شبعان مترفها. قال: صدقت، وماذا تريد؟ قال: أطعمني واحملني ساعة لأستريح قد أعييت. فنزل المجوسي عن بغلته، وفتح له سفرته، فأطعمه حتى أشبعه، ثم أركبه ومشى معه ساعة يتحدثان. فلما تمكن اليهودي من الركوب وعلم أن المجوسي قد أعيا، حرك البغلة وسبقه، وجعل المجوسي يمشي فلا يلحقه، فناداه: يا خوشاك، قف لي وانزل فقد أعييت. فقال له اليهودي: أليس قد أخبرتك عن مذهبي يا مغا وخبرتني عن مذهبك ونصرته وحققته، وأنا أيضا أريد أن أنصر مذهبي وأحقق اعتقادي؛ وجعل يجري البغلة والمجوسي في أثره يعدو ويقول: ويحك يا خوشاك، قف لي قليلا واحملني معك، ولا تتركني في هذه البرية تأكلني السباع وأموت جوعا وعطشا، وارحمني كما رحمتك. وجعل اليهودي لا يفكر في ندائه ولا يلوي عليه حتى مضى وغاب عن بصره.
فلما يئس المجوسي منه وأشرف على الهلاك، تذكر تمام اعتقاده، وما وصف له بأن في السماء إلها خبيرا فاضلا عالما عادلا لا يخفى عليه من أمر خلقه خافية، فرفع رأسه إلى السماء فقال يا إلهي، قد علمت أني قد اعتقدت مذهبا ونصرته وحققته، ووصفتك بما سمعت وعلمت وتحققت، فحقق عند اليهودي خوشاك ما وصفتك به ليعلم حقيقة ما قلت. فما مشى المجوسي إلا قليلا حتى رأى اليهودي وقد رمت به البلغة فاندقت عنقه، وهي واقفة بالبعد منه تنتظر صاحبها. فلما لحق المجوسي بغلته ركبها ومضى لسبيله، وترك اليهودي يقاسي الجهد ويعالج كرب الموت. فناداه اليهودي: يا مغا، ارحمني واحملني ولا تتركني ... وحقق مذهبك وانصر اعتقادك. قال المجوسي: قد فعلت مرة، ولكن بعد لم تفهم ما قلت لك، ولم تعقل ما وصفت لك ... قال اليهودي: قد فهمت ما قلت وعلمت ما وصفت. فقال له المجوسي: فما الذي منعك أن تتعظ بما قلت لك يا خوشاك؟ فقال اليهودي: اعتقاد قد نشأت عليه ومذهب قد ألفته وصار عادة وجبلة بطول الدءوب فيه، وكثرة الاستعمال له اقتداء بالآباء والأمهات والأستاذين والمعلمين من أهل ديني ومذهبي، فقد صار جبلة وطبيعة ثابتة يصعب علي تركها والإقلاع عنها. فرحمه المجوسي وحمله معه حتى جاء به إلى باب المدينة وسلمه إلى أهله مكسورا» (9: 1، 308-310).
هذا الفكر الكوني للإخوان يربط الإنسان المسلم بالتراث الثقافي والروحي للإنسانية جمعاء، سواء أكان مذهبا فلسفيا أم مسيحيا أم إسلاميا: «اعلم أيها الأخ البار الرحيم، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن العلم والحكمة للنفس كتناول الطعام والشراب للجسد ... وذلك أن الأنفس الجزئية تتصور بالعلوم جواهرها، وتنمو بالحكمة ذواتها، وتضيء بالمعارف صورها، وتقوى بالرياضيات فكرها، وتنير بالآداب خواطرها ... ويشتد على البلوغ إلى أقصى مد غاياتها عزماتها، من الترقي في المراتب العالية بالنظر في العلوم الإلهية، والسلوك في المذاهب الروحانية الربانية، والتعبد في الأمور الشريفة من الحكمة على المذهب السقراطي، والتصوف والتزهد والترهب على المنهج المسيحي، والتعلق بالدين الحنيفي. وهو التشبه بجوهرها الكلي ولحوقها بعالمها العلوي» (27: 3، 8).
وهم يرون أن الفضائل تجتمع في أحد الأشخاص إذا كان: «الفاضل الذكي، المستبصر، الفارسي النسبة، العربي الدين، الحنفي المذهب، العراقي الآداب، العبراني المخبر، المسيحي المنهج، الشامي النسك، اليوناني العلوم، الهندي البصيرة، الصوفي السيرة، الملكي الأخلاق، الرباني الرأي، الإلهي المعارف ...» (22: 2، 376).
وهم يعبرون عن معتقدهم في وحدة الأديان أعمق تعبير في هذا النص المرموز الذي لا يخفى تأويله على من مشى معنا حتى الآن على درب إخوان الصفاء: «أو هل لك يا أخي أن تنظر معنا حتى ترى ملكوت السماوات التي رآها أبونا إبراهيم لما جن عليه الليل حتى تكون من الموقنين؟
أو هل لك يا أخي أن تتم الميعاد وتجيء إلى الميقات عند الجانب الأيمن [من الطور] حيث قيل: يا موسى. فيقضى إليك الأمر، فتكون من الشاهدين؟
أو هل لك يا أخي أن تصنع ما عمل فيه القوم، كي ينفخ فيك الروح فيذهب عنك اللوم، حتى ترى الأيسوع
35
عن ميمنة عرش الرب قد قرب مثواه كما يقرب ابن الأب، أو تر من حوله من الناظرين؟
أو هل لك أن تخرج من ظلمة أهرمن
Halaman tidak diketahui