Jalan Ikhwan Safa: Pengenalan kepada Gnosis Islam
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Genre-genre
فهذه الحكايات والأخبار كلها دليل على بقاء النفس بعد مفارقة الجسد، وإن الإنسان العاقل إذا استبصرت نفسه في هذه الدنيا وصفت من دون الشهوات والمآثم، وزهدت في الكون ها هنا، فإنها عند مفارقة الجسد لا يعوقها شيء عن الصعود إلى السماء ودخول الجنة، والكون هناك مع الملائكة» (3: 1، 137-138).
ويروي الإخوان عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنه قال: «أنا أرسطاطاليس هذه الأمة.» فهو إلى جانب كونه صاحب شريعة، فقد كان متعمقا بالفلسفة الإلهية: «كان، عليه السلام، مؤمنا عارفا بالدعاء في وقت الإجابة، ولذلك كان لا يرد له دعاء. وكان إماما للمسلمين والمؤمنين عارفا بالفلسفة الإلهية. ولما تمت الفضيلة لواحد من أهله وأصحابه قال مفتخرا: أنا أرسطاطاليس هذه الأمة» (50: 4، 263).
إن إسلام إخوان الصفاء يقوم على الميراث الروحي والثقافي الإنساني بأكمله، وعلومهم مستمدة من مصادر متنوعة، وكلها تغني إيمان المسلم وتفتح قلبه لفهم خوافي النص الديني، وإدراك مدلولات الشرائع: «إن علومنا مأخوذة من أربعة كتب: أحدها الكتب المصنفة على ألسنة الحكماء والفلاسفة، من الرياضيات والطبيعيات؛ والآخر الكتب المنزلة التي جاءت بها الأنبياء، صلوات الله عليهم، مثل التوراة والإنجيل والفرقان وغيرها من صحف الأنبياء المأخوذة معانيها بالوحي من الملائكة، وما فيها من الأسرار الخفية؛ والثالث الكتب الطبيعية، وهي صور وأشكال الموجودات بما هي عليه الآن من تركيب الأفلاك، وأقسام البروج، وحركات الكواكب ومقادير أجرامها، وتصاريف الزمان، واستحالة الأركان، وفنون الكائنات من المعادن والحيوان والنبات ... والنوع الرابع الكتب الإلهية التي لا يمسها إلا المطهرون الملائكة ... وهي [معرفة] جواهر النفوس وأجناسها وأنواعها وجزيئاتها، وتصاريفها للأجسام، وتحريكها لها وتدبيرها إياها وتحكمها عليها، وإظهار أفعالها بها ومنها حالا بعد حال، في ممر الزمان وأوقات القرانات والأدوار، وانحطاط بعضها تارة إلى قعر الأجسام، وارتفاع بعضها تارة من ظلمات الجثمان، وانبعاثها من نوم الغفلة والنسيان ...» (45: 4، 42).
وأيضا: «واعلم أيها الأخ، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن لنا كتبا نقرؤها مما شاهدها الناس ولا يحسنون قراءتها، وهي صورة أشكال الموجودات بما هي عليه الآن ... ولنا كتاب آخر لا يشاركنا فيه غيرنا ولا يفهمه سوانا؛ وهو معرفة جواهر النفوس ومراتب مقاماتها، واستيلاء بعضها على بعض، وافتنان قواها، وتأثيرات أفعالها في الأجسام من الأفلاك والكواكب، والأركان والمعادن والنبات والحيوانات، وطبقات الناس ... فإن نشطت أيها الأخ البار الرحيم، إلى قراءة هذه الكتب أنت وإخوانك؛ لتعلم ما فيها وتفهم معانيها وتعرف أسرارها، فهلم إلى حضور مجلس إخوان لك فضلاء وأصدقاء لك كرام، تسمع أقاويلهم وترى شمائلهم وتعرف سيرتهم، لعلك تتخلق بأخلاقهم وتتهذب بآدابهم فتنبه نفسك من نوم الغفلة، وتستيقظ من رقدة الجهالة ... فترى ما قد أبصروه بعيون قلوبهم، وتشاهد ما قد عاينوه بصفاء جواهر نفوسهم، وتنظر إلى ما نظروا إليه بنور عقولهم، وتفهم معاني هذه الكتب الأربعة كما فهموها ...» (48: 4، 167-168).
وعلى الرغم من أولوية العقل على النقل عند الإخوان، إلا أنهم يعطون الأسبقية للإيمان على العلم الذي يلي لاحقا، وعلى الإنسان ألا يطلب البرهان أولا، بل يبتدئ بالتصديق ثم يطلب البرهان الفلسفي بعد ذلك: «إن الحكماء قالوا: إن العلم هو تصور النفس رسوم المعلومات في ذاتها. فإذا كان العلم هو هذا فليس كل ما يرد الخبر به من طريق السمع تتصوره النفس بحقيقته؛ فإذن لا يكون ذلك علما بل إيمانا وإقرارا وتصديقا. ومن أجل هذا دعت الأنبياء أممها إلى الإقرار أولا ثم طالبوها بالتصديق بعد البيان، ثم حثوهم على طلب المعارف الحقيقية. والدليل على صحة ما قلنا قول الله عز وجل:
الذين يؤمنون بالغيب ... ،
6
ولم يقل يعلمون بالغيب. ثم حثهم على طلب العلم بقوله: ... فاتقوا الله يا أولي الألباب ...
Halaman tidak diketahui