فتشمم عبير صدرها بامتنان، وقال بتوسل: لا تنكري الإسكندرية. - أنت مجنون بخيال، واحذر أن تكون كذلك في حكاية أبيك!
فقال بوجوم: أود لو كان ذلك كذلك؛ لأريح نفسي. - همك أكبر مما ظننت. - نعم، ولكن همي الجديد بعد هذه الليلة أن أبقى هنا أكبر مدة ممكنة. - وماذا يمنعك من ذلك؟
بعد تفكير: إذا نفدت نقودي قبل العثور على أبي وجب علي الرجوع إلى الإسكندرية. - ومتى تعود إلينا في تلك الحال؟ - علي أن أبحث عن عمل هناك.
فشبكت أصابع يدها في أصابع يده، وقالت: لا!
ارتفع انتباهه إلى القمة، فعادت تسأله: ولم لا تبحث عنه هنا؟ - غير ممكن. - كلك ألغاز، ولكني أخبرك بأن النقود ليست مشكلة.
خفق قلبه، وقال مقتبسا من جو الكنار الليلي: الظاهر أنك مليونيرة.
فقالت في مباهاة: هذا الفندق .. والمال .. كل شيء باسمي أنا. - والرجل موظف عندك؟ - كلا، هو المتصرف في ماله طالما أنه على قيد الحياة. - على أي حال هذا لا يعني شيئا بالنسبة إلي.
وخجل من مكره الساذج رغم الظلام، فقالت: لندع الله أن يهديك إلى أبيك فهو حل أيسر من غيره. - هذا ضروري ولو أنني لن أهتم منذ الساعة بشيء سوى انتظارك.
وأحاطها بذراعه، ولكنها تزحزحت إلى حافة السرير قائلة: اقترب الفجر ووجب الذهاب!
ورجع إلى سريره بعد أن أغلق الباب وعناقها لاصق به كالعبير. واستلقى في ارتياح عميق فسرعان ما زحف عليه التخدير. وقال إنه يشعر لأول مرة بأنه يحتمل أن يستغني عن أبيه، ولكن عندما لوح له الساوي بسماعة التليفون هرع إليه كالريح، ثم هتف بجزع: ألو؟
Halaman tidak diketahui