Zaman Pemerintahan Khulafa' al-Rashidin: Sejarah Umat Arab (Jilid Ketiga)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Genre-genre
وإن كانت بها عرب وروم
بذي لجب كأن البيض فيه
إذا برزت قوانسها النجوم
فعبأنا أعنتها فجاءت
عوابس والغبار لها بريم
فمضى الناس، والتقوا بالروم عند «مؤتة»، فأظهر المسلمون جرأة ما بعدها جرأة حتى قتل زيد وهو يحمل الراية التي عقدها رسول الله له، فتناولها جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وقاتل عنها حتى إذا اشتد القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل حتى قتل، فأخذ الراية عبد الله بن رواحة ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد وينشد، ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل، فأخذ الراية ثابت بن أرقم العجلاني، فقال: يا معشر الناس، اصطلحوا على رجل منكم، فقالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، فلما أخذ خالد الراية دافع القوم ثم انحاز وتحيز عنه حتى انصرف بالناس وانكفأ راجعا، ولولا دهاؤه وبراعته لأتى الروم على كل جيش المسلمين، ولكن الله سلم، ولما دنا الجيش من المدينة تلقاه الرسول والمسلمون، ولقيهم الصبيان ينشدون، ورسول الله مقبل مع القوم على دابة، فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر (رضي الله عنه)، فأتي بعبد الله بن جعفر فحمله بين يديه، وجعل الناس يحثون التراب على الجيش ويقولون: يا فرار، يا فرار، فقال رسول الله: ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار في سبيل الله إن شاء الله.
21
ولم يكد الرسول يستقر بعد فتح مكة والطائف حتى أخذ يعد العدة من جديد لغزو الشام والانتقام مما لقي المسلمون يوم «مؤتة»، ثم استنفر الناس لقتال الروم، وقد كان ذلك زمن عسرة من الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار وأحبت الظلال، فالناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص عنها على الحال من الزمان الذي هم عليه،
22
ولكن هذا كله لم يعق بين المسلمين وبين تلبية أمر المطاع الأمين
Halaman tidak diketahui