Zaman Pemerintahan Khulafa' al-Rashidin: Sejarah Umat Arab (Jilid Ketiga)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Genre-genre
وقد تجلت بطولة أبي بكر في شجاعته وتفانيه في نصرة الدعوة الإسلامية وفي تنظيمه لشئون المسلمين في دار الهجرة وفي الغزوات التي رافق النبي
صلى الله عليه وسلم
وأظهر فيها كل ضروب النبل والإخلاص والمروءة، وفي معاونته للنبي وحله للمشاكل والمعضلات التي كانت تعتوره، قال ابن خلدون: كان
صلى الله عليه وسلم
يفاوض أصحابه ويشاورهم في مهماته العامة والخاصة، ويخص مع ذلك أبا بكر بخصوصيات أخرى، فكان العرب الذين عرفوا الدول وأحوالها في بلاد كسرى وقيصر والنجاشي يسمون أبا بكر وزيره.
6
الفصل الثاني
استخلافه وسيرته
توجه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة إلى سقيفة بني ساعدة - وهي صفة مظللة كانوا يجتمعون فيها، وهي لبني ساعدة بن كعب بن الخزرج
1 - وكان الأنصار قد اجتمعوا فيها يريدون مبايعة سعد بن عبادة الخزرجي سيد الأنصار، وأخذوا يتداولون في الأمر، وكان سعد بن عبادة يومئذ مريضا، فقال لابنه: إني لا أقدر أن أخطب وأسمع القوم كلهم كلامي، ولكن تلق مني قولي فأسمعه إياهم، فقال بعد أن حمد الله: «يا معشر الأنصار، لكم سابقة في الدين، وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب، إن محمدا عليه السلام لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان، فما آمن من قومه إلا رجال قليل، ما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله، ولا أن يعزوا دينه ولا أن يدفعوا عن أنفسهم ضيما عموا به، حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة، وخصكم بالنعمة، فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله، والمنع له ولأصحابه، والإعزاز له ولدينه، والجهاد لأعدائه، فكنتم أشد الناس على عدوه منكم، وأثقله على عدوه من غيركم، حتى استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها، وأعطى البعيد المقادة صاغرا داخرا، حتى أثخن الله عز وجل لرسولكم بكم الأرض، ودانت بأسيافكم له العرب، وتوفاه الله وهو عنكم راض، وبكم قرير عين، استبدوا بهذا الأمر دون الناس، فإنه لكم دون الناس.»
Halaman tidak diketahui