Zaman Kemakmuran: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Kelima)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Genre-genre
الفصل الثالث
المهدي بن المنصور
ذو الحجة سنة 158ه-22 محرم 168ه/ تشرين الأول 775-4 آب 785 (1) هو محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، وأمه أروى بنت منصور الحميرية
ولد سنة 126 في الحميمة فتثقف وتعلم كما كان يتثقف ويتعلم شبان قريش، وبرز نبوغه وفضله منذ طفولته، وكانت سنه لما استخلف أبوه عشر سنوات، ولما بلغ سن الرشد ورأى أبوه فيه الفضل والحزم والقوة أراد أن يوليه العهد من بعده، ولكن عقبة وقفت في سبيله، وهي أن عيسى بن موسى ولي العهد لم يقبل أن يتنازل له، فرأى المنصور أول الأمر أن يفاوضه ليتخلى للمهدي ابنه، فأبى عيسى وقال: ليس إلى خلع نفسي سبيل، فتغير عليه المنصور وباعده بعض المباعدة، وصار يأذن لابنه قبله ويجلسه فوقه، وقيل: إنه سقاه يوما شرابا فخاف عيسى على نفسه التلف فخلع نفسه، وهناك روايات أخرى ذكرها الطبري وابن الأثير وابن طباطبا، ومهما يكن من شيء فإن عيسى أحس بالخطر فاضطر على أن يخلع نفسه، وأخذ أبو جعفر يعمل على إظهار أمر المهدي.
وفي سنة 141ه ولى المنصور ابنه المهدي قيادة جيش بعثه إلى خراسان للقضاء على بعض الفتن، فلما وفق في القضاء على الفتنة أمره أبوه بغزو «طبرستان» فغزاها ونجح، ولما عاد بعد ثلاث سنوات استقبله أبوه من «قرمايسين»، ولما وصلا بغداد زوجه ريطة بنت عمه السفاح، وكان زواجا حافلا.
وفي سنة 147ه بعثه إلى الري ليتمرن على الحكم هناك ويتمرس بالأمور، وفي سنة 151ه بنى أبوه له ولجنوده مدينة الرصافة وولاه إمرة الحج، وفي سنة 155ه أمره أن يشرف بنفسه على بناء مدينة الرافقة بالقرب من الحدود الرومية للإشراف بنفسه على حفظ الثغور، وهكذا ظل أبوه يوليه مهام الأمور حتى أدركته المنية؛ فاستخلف في ذي الحجة سنة 158ه، ورأى منذ أول عهده أن يغير سياسة العنف التي كان يسلكها أبوه؛ لأن أركان الدولة كانت قد توطدت والثوار من خراسانيين وغيرهم قد خضدت شوكتهم، فلم تبق ثمة حاجة إلى الفتك والعنف، فأطلق عددا كبيرا ممن كانوا في سجن أبيه من كبار الثوار والقادة أمثال يعقوب بن داود الذي سنسمع بعض أخباره.
ثم التفت إلى من كان أبوه قد صادر أموالهم فأرجعها إليهم، ويذكر صاحب تاريخ الفخري أن المهدي فعل ذلك بوصية من أبيه حين يقول: «يا بني إني قد أفردت كل شيء أخذته من الناس على وجه الجناية والمصادرة، وكتبت عليه أسماء أصحابه، فإذا وليت أنت فأعده على أربابه ليدعو لك الناس ويحبوك ...» وهكذا فعل المهدي فأحبوه، وكان كريما معطاء بعث إلى الحجاز بجرايات الحبوب والطعام التي منعها أبوه منذ ثورة محمد ذي النفس الزكية،
1
ومنح الحجازيين أموالا كثيرة حينما حج، وزار الشام وأحسن إلى أهله ليطمئنهم ويجعلهم ينسون عهد الأمويين، ثم التفت إلى أهل بيته وكبار رجال دولته وأصحاب الدعوة ففرق فيهم الأموال ووزع عليهم الأقطاع، وأكثر من إحسانه إليهم وإلى العامة، وهكذا استطاع أن يكتسب قلوب رعيته وخاصته ويفرض عليهم حبه والإعجاب به، وزاده سموا عندهم أنه كان يجلس بنفسه في مجلس القضاء فيقضي بين الناس ويرد المظالم، وقد رووا عنه أنه اتخذ بيتا كانت تطرح فيه الشكاوى والقصص ويطلع عليها ويعمل بما يراه حقا وعدلا، هذا نمط من الإصلاح الذي اجتذب به قلوب الناس، وهناك أنماط أخرى نذكر منها أنه أمر ببناء القصور والمنازل والحياض في طريق الحج إلى مكة، كما أمر بتنظيم البريد بين المدينة ومكة واليمن، وهو أول من فعل ذلك، وأمر بتوسيع المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأمر بالإنفاق على المجذومين والمرضى والشيوخ، وأمر بإصلاح أحوال المسجونين وحسن الإنفاق عليهم، وغير ذلك من أنماط الإصلاح والعدالة الاجتماعية التي جعلته خليفة محبوبا مخلدا. (2) الإدارة في عهده
كان المهدي إداريا منظما كما رأينا أثر ذلك في أعماله الاجتماعية السابقة، هناك المظاهر الأخرى التي تدل على حسن إدارته منها: (1)
Halaman tidak diketahui